انظر تقريب التهذيب لابن حجر ص ٣٩٧. ٢ ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين ٤٥٢٧، عن علقمة. ٣ في ((م)) ، و ((ط)) : يقعد. ٤ من عقيدة أهل السنة والجماعة: الإيمان بعذاب القبر ونعيمه، وأنّه إما حفرة من حفر النار، أو روضة من رياض الجنة. وقد جاءت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة تدلّ على إثبات نعيم القبر للمؤمنين، وعذابه للعاصين والكافرين، أعاذنا الله من عذابه، وجعل قبورنا وقبور إخواننا المسلمين روضة من رياض الجنة، وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. أما أدلة الكتاب: فمنها: قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} . [النحل، ٣٢] ، وقال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} . [الفجر، ٢٧-٢٩] ، وقال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} . [إبراهيم، ٢٧] ، وقال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} . [السجدة، ٢١] ، وقال تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} . [البقرة، ١٥٤] . أما الأدلة من السنة، فكثيرة جداً؛ منها: قوله صلى الله عليه وسلم: "إنّ أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة". أخرجه البخاري في صحيحه ١٤٦٤، كتاب الجنائز، باب الميت يعرض عليه مقعده. ومسلم في صحيحه ٤٢١٩٩، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت. ومنها: حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فذكر الحديث بطوله، وفيه: "فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها وطيبها"، فذكر الحديث. أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٤٢٨٧. ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله إلى جسده يوم القيامة". أخرجه الإمام مالك في الموطأ ١٢٤٠، كتاب الجنائز، باب جامع الجنائز. ومنها: مخاطبته صلى الله عليه وسلم لأهل القليب يوم بدر، وسماعهم له، وقوله لهم: "هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً". رواه البخاري في صحيحه ١٤٦٣، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر. ومسلم في صحيحه ٢٦٤٣، كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه. و ٤٢٢٠٢، كتاب الجنة ونعميها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار عليه. ومنها: حديث القراء؛ أصحاب بئر معونة، وفيه: "بلغوا قومنا عنا أن قد لقينا ربنا، فرضي عنا ورضينا عنه". أخرجه مسلم في صحيحه ١٤٦٨، كتاب المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة. والأدلة في ذلك كثيرة جداً، يضيق المكان دون ذكرها.