للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لفظ السيما

وأما السيما: فهي علامة بنفسها، لم يقصدها؛ مثل سيما المؤمنين، وسيما المنافقين؛ قال تعالى في المؤمنين: {سِيمَاهُمْ في وُجُوهِهم مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} ١، وقال في المنافقين: { [فَلَعَرَفْتَهُمْ] ٢ بِسِيمَاهُمْ} ٣،

وقال: {عُتُلّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيم} ٤؛ قيل: له زنمة من الشر يعرف بها٥.

ومنه: سيما المؤمنين يوم القيامة؛ التي بها يعرفهم نبيهم؛ وهو أنَّهم [غُرّ] ٦ مُحَجَّلون من آثار الوضوء٧؛ فهذه علامة وآية، لكنّها من النوع الأول، لم يقصد المسلمون أن يتوضؤوا ليُعرفوا بالوضوء، لكن من اللوازم لهم الوضوء للصلاة، وقد جعل الله أثرَ ذلك نوراً في وجوههم وأيديهم، [وليس هذا لغيرهم؛ فإنّ هذا الوضوء] ٨ لم يكن لغيرهم. والحديث الذي


١ سورة الفتح، الآية ٢٩.
٢ في ((خ)) : فلتعرفهم.
٣ سورة محمد، الآية ٣٠.
٤ سورة القلم، الآية ١٣.
٥ وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما؛ رواه عنه سعيد بن جبير. انظر: زاد المسير لابن الجوزي ٨٣٣٣.
٦ في ((خ)) : غير. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٧ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ أمتي يُدعون يوم القيامة غُرّاً محجّلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يُطيل غرّته، فليفعل". رواه الإمام البخاري في صحيحه ١٦٣، كتاب الوضوء، باب فضل الوضوء، والغر المحجلون من آثار الوضوء.
٨ في ((خ)) : وليس هذا لغيرهم، فإنّ هذا لغيرهم، فإنّ هذا الوضوء. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>