للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الكائن بكلماته، وقال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون} ١.

وكلماته صدقٌ وعدلٌ، والعدل: وضع الأشياء [مواضعها] ٢.

من عدل الله

فمن عدله: أن يجعل الصادق عليه، المبلغ لرسالته، حيث يصلح من كرامته ونصره، وإن يجعل الكاذب عليه، حيث يليق به من إهانته وذلّه. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا العِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُفْتَرِينَ} ٣؛ قال أبو قلابة٤: هي لكلّ مفترٍ إلى يوم القيامة٥.

أصناف الكاذبين الذين يعارضون رسل الله

أعظم الافتراء على الله

ومن أعظم الافتراء عليه: دعوى النبوة والرسالة كذباً، كما قال تعالى:


١ سورة يس، الآية ٨٢.
٢ في ((ط)) : مواضها.
وسبق أن ذكرت كلاماً طيّباً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول هذا المعنى في هامش ص ٥٧١.
٣ سورة الأعراف، الآية ١٥٢.
٤ هو عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي البصري، عالم بالقضاء والأحكام، ناسك من أهل البصرة، أرادوه على القضاء، فهرب إلى الشام، فمات فيها، وكان من رجال الحديث الثقات.
وقال علي بن المديني: أبو قلابة عربي من جرم، مات بالشام، وأدرك خلافة عمر ابن عبد العزيز، ثم توفي سنة أربع ومئة.
انظر: حلية الأولياء ٢٢٨٢. وسير أعلام النبلاء ٤٤٦٨. وتهذيب التهذيب ٥٢٢٤. وشذرات الذهب ١١٢٦. والأعلام ٤٨٨.
٥ تلا أبو قلابة هذه الآية، ثم قال: فهو جزاء كل مفتر يكون إلى يوم القيامة أن يذله الله عز وجلّ.
انظر: تفسير الطبري ٩٧١. ومنهاج السنة ٦١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>