للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحقيقة الاستدلال بسنته وعادته: هو اعتبار الشيء بنظيره؛ وهو التسوية بين المتماثلين، والتفريق بين المختلفين؛ وهو الاعتبار المأمور به في القرآن؛ كقوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ في فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقَاتِلُ في سَبِيل اللهِ وَأُخْرَى كَافِرةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ العَينِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاء إِنَّ في ذَلِكَ لَعِبرَةً لأُولِي الأَبْصار} ١، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولي الأَبْصَار} ٢، وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ في قَصَصِهِمْ عِبْرة لأُولي الأَلْبَابِ} ٣.

وإنما تكون العبرة [به] ٤ بالقياس والتمثيل؛ كما قال ابن عباس في دية الأصابع: هنّ سواء٥، واعتبروها بدية الأسنان.


١ سورة آل عمران، الآية ١٣.
٢ سورة الحشر، الآية ٢.
٣ سورة يوسف، الآية ١١١.
٤ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
٥ أخرجه عن ابن عباس: البيهقي في السنن الكبرى ٨٩٣، كتاب الديات، باب الأصابع كلها سواء. وأخرجه أبو داود عن ابن عباس يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "الأصابع سواء، والأسنان سواء، الثنية والضرس سواء، هذه وهذه سواء". سنن أبي داود ٢٤٩٤، كتاب الديات، باب ديات الأعضاء.
وأخرجه البخاري في صحيحه - مختصراً - ٦٢٥٢٦-٢٥٢٧، كتاب الديات، باب دية الأصابع. والترمذي في جامعه ٤١٣-١٤، كتاب الديات، باب ما جاء في دية الأصابع. وابن ماجه في سننه ٢٨٨٥، كتاب الديات، باب دية الأسنان ودية الأصابع. والدارمي في سننه ٢١٩٤، كتاب الديات، باب في دية الأصابع. وانظر المغني لابن قدامة ١٢١٣٢، ١٤٨-١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>