للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مراتب الجن وأنواعهم

كذلك الجن منهم المؤمن به، ومنهم المسلم له مع نفاق، ومنهم المعاهد المسالم لمؤمني الجن، ومنهم الحربي الخائف من المؤمنين. وكان هذا أفضل مما أوتيه سليمان؛ فإن الله سخّر الجن لسليمان تطيعه طاعة الملوك؛ فإن سليمان كان نبياً ملكاً، مثل داود ويوسف. وأما محمّد فهو عبدٌ رسولٌ، مثل إبراهيم وموسى وعيسى١ [عليهم السلام] ٢، وهؤلاء أفضل من أولئك.

القسم الأول: المحمود

فأولياء الله المتبعون لمحمد إنّما يستخدمون [الجن كما يستخدمون الإنس] ٣ في عبادة [الله] ٤ وطاعته، كما كان محمد صلى الله عليه وسلم يستعمل الإنس والجن، لا في غرض له [غير] ٥ ذلك.

القسم الثاني: المباح

[و] ٦ من الناس من يستخدم من يستخدمه من الإنس في أمور مباحة. كذلك فيهم من يستخدم الجن في أمور مباحة٧، لكن هؤلاء لا يخدمهم


١ سبق مثل ذلك ص ١٥٧-١٥٨، ٥٦٤. وانظر: مجموع الفتاوى ٧١٨، ١١١٨٠-١٨٢، ٣٠٦، ١٣٨٩، ١٩٥١، ٣٤٣٥. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ١٠٤، ٣٦٣. ورسالة الفرقان بين الحق والباطل - ضمن دقائق التفسير ٣١٤٠ -.
وروى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك ربك قال: أفملكاً نبياً يجعلك، أو عبد اً رسولاً؟ قال جبريل: تواضع لربك يا محمد. قال: بل عبد اً رسولاً ". مسند الإمام أحمد ٢٢٣١.
٢ زيادة من ((ط)) .
٣ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٤ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
٥ في ((خ)) : في. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٦ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٧ وهذا القسم الثاني من أقسام استخدام الإنس للجنّ، فقد تقدّم أن القسم الأول يكون بأمر الإنس للجنّ بعبادة الله وطاعته. وهذا الثاني في استخدام لإنس للجنّ في أمور مباحة. وسيأتي الثالث، وفيه استخدام الإنس للجنّ في أمور محرمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>