للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقتضي مع ذلك استفهاما؛ حقيقيا نحو: "إنها لإبلٌ أم شاءٌ"١؛ أي: بل أهي شاء، وإنما قدرنا بعدها مبتدأ؛ لأنها لا تدخل على المفرد٢، أو إنكاريا؛ كقوله تعالى: {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ} ٣؛ أي: أله البنات، وقد لا تقضيه البتة؛ نحو: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} ٤؛ أي: بل هل تستوي؛ إذ لا يدخل استفهام على استفهام٥؛


= ١- دالة على الإضراب وحده. ٢- دالة على الاستفهام وحده. ٣- دالة على الإضراب والاستفهام معا.
ويذكر بعض العلماء: أنه لا خلاف بين الكوفيين والبصريين في مجيء "أم"؛ للدلالة على الإضراب وحده، وإنما الخلاف في تسميتها؛ هل تسمى منقطعة أو لا؟.
مغني اللبيب: ٦٦، التصريح: ٢/ ١٤٤، ورصف المباني: ٩٣، والمقتضب: ٣/ ٢٨٦.
١ أخبر أولا بأنها إبل، ثم تحقق غير ذلك، فاضرب عنه مستفهما عن كونها شاء.
٢ لأنها غير عاطفة؛ بل هي بمعنى بل الابتدائية، وحرف الابتداء، لا يدخل إلا على جملة، فـ"شاء" خبر لمبتدأ محذوف، وقيل: لعطف المفرد بقلة.
التصريح: ٢/ ١٤٤، ومغني اللبيب: ٦٨.
٣ ٥٢ سورة الطور، الآية: ٣٩.
موطن الشاهد: {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ} .
وجه الاستشهاد: مجيء "أم" مفيدة الاستفهام الإنكاري؛ ولا يصح أن تقدر هنا للإضراب المحض؛ لأن ذلك يجعل الكلام إخباريا بنسبة البنات إليه تعالى والله سبحانه منزه عن ذلك.
انظر شرح التصريح: ٢/ ١٤٤.
٤ ١٣ سورة الرعد، الآية: ١٦.
موطن الشاهد: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ}
غير مقتضية الاستفهام؛ لا الحقيقي، ولا الإنكاري؛ لأن التقدير: "بل هل تستوي الظلمات والنور؟ " ولا يقدر: بل أهل؛ لأنه لا يدخل استفهام على استفهام. التصريح: ٢/ ١٤٤.
٥ عرفنا سابقا أن مذهب البصريين في "أم" المنقطعة أنها تدل على الإضراب والاستفهام معا، وأن مذهب الكوفيين أنها تدل على الإضراب دائما، وقد تدل على الاستفهام مع دلالتها على الإضراب، وقد لا تدل على الاستفهام. وعلمنا أن ابن هشام، اختار مذهب الكوفيين؛ لأن الآية التي تلاها: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} ترجح مذهب الكوفيين وذلك؛ لأن "أم" خالية من الدلالة على الاستفهام؛ لوقوع حرف =

<<  <  ج: ص:  >  >>