للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللإضراب، عند الكوفيين وأبي علي١؛ حكى الفراء٢ "اذهب إلى زيد أو دع ذلك فلا تبرح اليوم"، وبمعنى الواو، عند الكوفيين٣؛ وذلك عند أمن اللبس؛ كقوله٤: [الكامل]

٤٢١- ما بين ملجم مهره أو سافع٥


١ ممن ذهب إلى أن "أو" تفيد الإضراب: ابن برهان، وابن جني ومن معهما؛ وهؤلاء ذهبوا إلى أنها تفيد الإضراب مطلقا؛ أي سواء كان المتقدم خبرا مثبتا، أو منفيا، أم كان المتقدم عليها أمرا، أو نهيا؛ وسواء أعيد معها العامل في الكلام المتقدم عليها أم لم يعد. تقول: "أنا مسافر اليوم" ثم يبدو لك، فتقول: "أو مقيم" تريد الإضراب عن الكلام الأول، وإثبات ما بعد أو؛ ومنه قول الشاعر:
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية ... لولا رجاؤك قد قتلت أولادي
ونسب ابن عصفور القول بإفادة "أو" الإضراب إلى سيبويه؛ لكنه قرر أن سيبويه يشترط في إفادتها للإضراب؛ أن يتقدمها نفي أو نهي، وأن يعاد معها العامل ومثال ذلك: قولك: لا يقم بكر أو لا يقم خالد.
التصريح: ٢/ ١٤٥-١٤٦، مغني اللبيب: ٩١، رصف المباني: ١٣١، الجنى الداني: ٢٢٧.
٢ مرت ترجمته.
٣ أي: تكون للدلالة على الاشتراك ومطابق الجمع بين المتعاطفين، ويصح أن يحل محلها الواو؛ ووافق الكوفيين على ذلك: الجرمي، والأخفش، بالشرط الذي ذكره المؤلف.
مغني اللبيب: ٨٨-٨٩، والتصريح: ٢/ ١٤٦.
٤ القائل: هو: حميد بن ثور الهلالي، وقد مرت ترجمته.
٥ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم
وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ١٤٦، والأشموني: ٨٢٨/ ٢/ ٤٢٤، والعيني: ٤/ ١٤٦، والسيرة: ٢٠٠، والمغني: ٩٩/ ٩٠، والسيوطي: ٧٢، وديوان حميد بن ثور: ١١١.
المفردات الغريبة: الصريخ: صوت المستصرخ المستغيث، ويطلق على المستغيث نفسه؛ وكلا المعنيين يصلح هنا، وقد يطلق الصريخ على المغيث، قال تعالى: {فَلا صَرِيخَ لَهُمْ} ؛ أي: لا مغيث. ملجم: جاعل اللجام في موضعه من الفرس. مهره: أصله الحصان الصغير، والمراد هنا: الحصان. سافع: قابض على ناصية فرسه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>