للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسم الإشارة، واسم الجنس لمعين١" خلافا للكوفيين فيهما٢، واحتجوا بقوله٣: [الطويل] .

٤٣٣- بمثلك هذا لوعة وغرام٤


١ المراد به: النكرة المقصودة المبنية على الضم عند ندائها.
٢ يجوز نداء اسم الإشارة على قلة -شريطة أن لا تتصل به كاف الخطاب- إلا في الندبة فيصح؛ فإن اتصلت به الكاف ففي جواز خلاف والصحيح: المنع؛ لاستلزامه اجتماع النقيضين؛ لأن مدلول كاف الخطاب، يخالف مدلول المنادى. وكذلك، يجوز نداء اسم الجنس لمعين قليلا.
واختلف الكوفيون والبصريون في اسم الإشارة، واسم الجنس لمعين، إذا نوديا هل يجب ذكر حرف النداء، أو يجوز ذكره وحذفه؟.
فذهب البصريون إلى وجوب ذكر حرف النداء مع اسم الجنس لمعين، واسم الإشارة؛ ولا يجوز حذفه إلا في ضرورة الشعر. وذهب الكوفيون إلى جواز ذكر حرف النداء وجواز حذفه، واستدلوا على جواز الحذف بما ورد في السماع؛ وقد حملوا قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} ؛ فقدروا أن "هؤلاء" اسم إشارة منادى بحرف نداء محذوف؛ أي: ثم أنتم يا هؤلاء تقتلون أنفسكم؛ وجعلوا من نداء اسم الجنس بحرف نداء محذوف قوله عليه الصلاة والسلام حكايةً عن موسى عليه السلام: "ثوبي حجر"؛ أي: يا حجر. غير أن البصريين، زعموا: أن كل ما احتج به الكوفيون ضرورة. التصريح: ٢/ ١٦٥، وحاشية الصبان: ٣/ ١٣٦-١٣٧.
٣ القائل: هو غيلان بن عقبة المعروف بذي الرمة، وقد مرت ترجمته.
٤ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
إذا هملت عيني لها قال صاحبي
وهو من قصيدة مشهورة له؛ ومطلعها قوله:
عليكن يا أطلال ميٍّ بشارع ... على ما مضى من عهدكن سلامُ
والشاهد من شواهد: التصريح ٢/ ١٦٥، والأشموني: ٨٦٧/ ٢/ ٤٤٣ والعيني: ٤/ ٢٣٥، والهمع: ١/ ١٧٤، والدرر: ١/ ١٥٠، والمغني: "١٠٩٠/ ٨٤٠" وديوان ذي الرمة: ٥٦٣؛ وفيه: "فتنة" بدل "لوعة".

<<  <  ج: ص:  >  >>