للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كـ "شتان"، و"هيهات"، بمعنى افترق وبعد، و"أوه" و"أف": بمعنى أتوجه واتضجر، و"وا"، "وي"، و"واها" بمعنى: أعجب؛ كقوله تعالى: {وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} ١؛ أي: أعجب لعدم فلاح الكافرين؛ وقول الشاعر٢: [الرجز]

٤٦٠- وا بأبي أنت وفوك الأشنبُ٣


= جواز بنائه من نحو: "دحرج"، وجعل "قرقار" قياسيا، وكذا، دحراج، وقرطاس.
وأما إن كان الفعل جامدا؛ نحو: "نعم وبئس"، أو غير تام التصرف؛ نحو: "هب" و"دع" لم يُبْنَ منه، فلا يقال: نعام، ولا وهاب ولا وداع. وكذلك إذا كان ناقصا، فلا يبني منه؛ "كان" وأخواتها.
وأما بالنسبة إلى بناء أسماء الأفعال -في هذا الباب-؛ فلأنها أشبهت الحروف شبها استعماليا، وأما كون بنائها على حركة؛ فللتخلص من التقاء الساكنين؛ لأن قبل آخرها ألفا؛ وهي ساكنة؛ وأما كون الحركة الكسر؛ فلأنها الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، وبنو أسد، يفتحون آخرها اتباعا لحركة ما قبل الألف، وتخفيفا.
انظر التصريح: ٢/ ١٩٦. وحاشية الصبان: ٣/ ٢٠١.
١ "٢٨" سورة القصص، الآية: ٨٢.
موطن الشاهد: "ويكأنه".
وجه الاستشهاد: مجيء "وي" اسم فعل مضارع بمعنى "أعجب"، وهو مبني على السكون، لا محل له من الإعراب، والفاعل: أنا. كأنه: الكاف حرف مشبه بالفعل -وهو الأفضل- والهاء: اسمه، وجملة: "لا يفلح الكافرون": في محل رفع خبر "كأن". وي: اسم فعل مضارع بمعنى أعجب مبني على السكون، لا محل له. وفاعله أنا. كأنه: الكاف حرف تعليل وجر، وأن مدخولها في تأويل مصدر مجرور بالكاف، وقيل: كأن: بتمامها رفة تشبيه ونصب، والهاء اسمها، وجملة "لا يفلح الكافرون" خبرها.
٢ ينسب هذا الرجز إلى رجل من بني تميم.
٣ تخريج الشاهد: يروى بعد الشاهد قوله:
كأنما ذر عليه الزرنبُ ... أو زنجبيل، وهو عندي أطيبُ
والشاهد من شواهد: التصريح: ٢/ ١٩٧، والأشموني: "٩٣٤/ ٢/ ٤٨٦"، والعيني: ٤/ ٣١٠، والهمع: ٢/ ١٠٦، والدرر: ٢/ ١٣٩، والمغني: "٦٨٤/ ٤٨٣"، والسيوطي: ٢٦٦٩، واللسان "زرنب"، والقطر ١١٥/ ٢٥٧".
المفردات الغربية: فوك: فمك. الأشنب: من الشنب. وهو عذوبة ماء الفم من رقة الأسنان. ذر: فرق ورش. الزرنب: نبت من نبات البادية طيب الرائحة. الزنجبيل: نبت معروف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>