للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حالات توكيد المضارع] :

وأما المضارع؛ فله حالات:

إحداها: أن يكون توكيده بهم واجبا، وذلك إذا كان: مثبتا، مستقبلا؛ جوابا لقسم غير مفصول من لامه بفاصل١؛ نحو: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} ٢، ولا يجوز توكيده بهما إن كان منفيًّا؛ نحو: {تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ} ٣؛ إذ التقدير: لا تفتأ، وكان حالا؛ كقراءة ابن كثير٤: {لا أُُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ٥؛ وقول الشاعر٦: [المتقارب]


١ قيل: إنما وجب التوكيد في هذه الحالة؛ للفرق بين لام القسم ولام الابتداء. ولا بد من توكيده باللام والنون عند البصريين. وأجاز الكوفيون الاكتفاء بأحدهما.
٢ "٢١" سورة الأنبياء، الآية: ٥٧.
موطن الشاهد: {تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ} .
وجه الاستشهاد: وقوع فعل "أكيدن" مؤكدا بنون التوكيد الثقيلة؛ وحكم هذا التأكيد واجب؛ لكونه مثبتا، مستقبلا، وقع جوابا للقسم، مقترنا باللام الواقعة في جواب القسم.
٣ "١٢" سورة يوسف، الآية: ٨٥.
موطن الشاهد: {تَاللَّهِ تَفْتَؤٌا} .
وجه الاستشهاد: مجيء فعل "تفتأ" غير مؤكد مع وقوعه جوابا للقسم؛ لكونه منفيا تقديرا بـ "لا" محذوفة؛ إذ التقدير: تالله لا تفتأ؛ وحذف "لا" في جواب القسم مطرد.
٤ مرت ترجمته.
٥ "٧٥" سورة القيامة، الآية: ١.
أوجه القراءات: قرأ ابن كثير: "لَأُقْسِمُ بيوم القيامة".
التصريح: ٢/ ٢٠٣.
موطن الشاهد: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} .
وجه الاستشهاد: عدم توكيد الفعل المضارع -على هذه القراءة- حيث اللام للقسم؛ لأن لام جواب القسم الداخلة على المضارع؛ تخلص زمنه للحال عند فريق من النحاة؛ فالإقسام موجود عند المتكلم، ونون التوكيد تخلصه للمستقبل؛ فيتعارض الحال مع المستقبل ولذلك امتنع التوكيد.
٦ لم ينسب البيت إلى قائل معين.

<<  <  ج: ص:  >  >>