للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لزوم نون الوقاية قبل ياء المتكلم] :

مضى أن ياء المتكلم من الضمائر المشتركة بين محلَيْ النصب والخفض.

فإن نصبها فعل أو اسم فعل أو "ليت" وجب قبلها نون الوقاية١، فأما الفعل فنحو: "دعاني"٢ و"يكرمني" و"أعطني" وتقول: "قام القوم ما خلاني" و"ما عداني" و"حاشاني" إن قدرتهن أفعالا، قال٣: [الطويل]

٣٠- تُمَلُّ الندامى ما عداني؛ فإنني٤


١ هي نون مكسورة، سميت بذلك؛ لأنها في الغالب تقي الفعل، وتصونه من وجود كسرة في آخره عند إسناده إلى ياء المتكلم، وتمنع اللبس في مثل: أكرمني، في الأمر، فلولاها لالتبست ياء المتكلم بياء المخاطبة، وأمر المذكر، بأمر المؤنثة، كما تقي غير الفعل من تغيير آخر يلحق به، وتسمى كذلك "ياء النفس" وقد تحذف ياء المتكلم وتبقى النون المكسورة للدلالة عليها، نحو قوله تعالى: {أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُون} أي: فبم تبشرونني؟.
انظر: الجنى الداني: ١٥٠-١٥١، ومغني اللبيب: ٤٥٠-٤٥١، وحاشية يس على التصريح: ١/ ١٠٩-١١٠.
٢ من ذلك قول الشاعر:
دعاني أخي والخيل بيني وبينه ... فلما دعاني لم يجدني بقُعدُدِ
الشاهد: دعاني، في المرتين، فإنه فعل ماضٍ عمل في ياء المتكلم، وقد أتى قبل ياء المتكلم بنون الوقاية، وفي قوله: لم يجدني، فإنه فعل مضارع عمل في ياء المتكلم أيضا، وقد أتى بنون الوقاية قبلها ومن:
خليلي من عليا هلال بن عامر ... بعفراء عوجا اليوم وانتظرانِ
أصله: انتظراني، فحذف الياء اجتزاء بكسرة نون الوقاية دالة عليها. أوضح المسالك: ١/ ١٠٦-١٠٧.
٣ لم ينسب البيت إلى قائل معين.
٤ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت وعجزه قوله:
بكل الذي يهوى نديمي مولَعُ
وهو من شواهد التصريح: ١/ ١١٠، ١/ ٣٦٤، وشذور الذهب "١٢٣/ ٣٤٢"، وهمع الهوامع: "١/ ٣٣٢"، والدرر اللوامع: "١/ ١٩٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>