موطن الشاهد: "عني، مني". وجه الاستشهاد: مجيء "عني ومني" بالتخفيف، حيث حذفت نون الوقاية منهما، عند إضافتهما إلى ياء المتكلم للضرورة النادرة عند سيبويه، والواجب في اختيار الكلام أن يقال: مني، عني بتشديد النون في الحرفين؛ لِتكون نون الوقاية حفظا للسكون فيما يبنونن إلى هذا، أشار ابن مالك بقوله: و"ليتني" فشا، و"ليتي" ندرا ... ومع "لعل اعكس، وكن مخيرا في الباقيات، واضطرارا خففا ... "مني، وعني" بعض من قد سلفا. أي: بعض المتقدمين يحذف "نون الوقاية" من "منى وعني" تخفيفا للضرورة، كما أشرنا. ١ قيل: إن السبب في امتناع النون في "لي" و"بي" أنهما مبنيان على الكسر، وفي "في" سكونها أصلي، ولا يزول عند اتصالها بياء المتكلم، بل تدغم الياءان، وأما "خلا" و"عدا" و"حاشا" فإن الألف، لا تقبل الحركة، وقد سبق أنها إذا قدرت أفعالا لحقتها النون؛ لِيجري الفعل مجرى واحدا. التصريح: ١/ ١١٢. ٢ القائل: هو المغيرة بن عبد الله الأسدي، الملقب بالأقيشر؛ لأنه كان أحمر الوجه أقشر يكنى أبا معرض، وُلِد في الجاهلية، ونشأ في أول الإسلام، وكان خليعا ماجنا فاسقا مدمنا على الخمر، قبيح المنظر، مات سنة ٨٠هـ. الشعر والشعراء: ٢/ ٥٥٩، الأغاني: ١٠/ ٨٠، الخزانة: ٢/ ٢٧٩، الإصابة: ٦/ ١٨٠. ٣ تخريج الشاهد: البيت من شواهد: التصريح: ١/ ١١٢، وهمع الهوامع: ١/ ٢٣٢، والدرر اللوامع: ١/ ١٩٧ وشرح الشواهد العيني: ١/ ٣٧٧.