للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦١- وهوَّ على من صبه الله علقم١

أي: عليه، فحذف العائد المجرور مع انتفاء خفض الموصول في الأول، ومع اختلاف المتعلق في الثاني وهما: "صب" و"علقم"٢.


١ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت وصدره قوله:
وإن لساني شهدة يُشتفَى بها
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ١٤٨، والأشموني: "١٢٢/ ١/ ٨١، والعيني: ١/ ٤٥١ وشرح المفصل: ٣/ ٩٦، وخزانة الأدب: ٢/ ٤٠٠،ومغني اللبيب: "٧٩٧/ ٥٦٧" وشرح السيوطي: ٢٨٥.
المفردات الغريبة: شهدة "بضم الشين وسكون الهاء" أصله العسل، ما دام في شمعه. علقم: هو الحنظل، وهو شجر له ثمر مر كريه الطعم.
المعنى: يدَّعي الشاعر أن لسانه مثل الشهد والعسل، فيه شفاء للناس الذين أحبهم وأثنى عليهم، وهو مثل الحنظل في المرارة، على من سلطه الله عليه.
الإعراب: هو: "بالتشديد على لغة همدان" مبتدأ. علقم: خبر "على من": متعلق بـ "علقم"؛ لأنه بمعنى. مر"، وجملة "صبه الله". صلة للموصول؛ لأن "من" اسم موصول بمعنى الذي، والعائد إلى الاسم الموصول محذوف مجرور بـ "على" و"الجار والمجرور": متعلق بـ "صب".
موطن الشاهد: "على من صبه الله".
وجه الاستشهاد: حذف العائد إلى "من" وهو مجرور، بحرف جر محذوف، مع اختلاف المتعلقين، "صب" و"علقم"، وحكم هذا الحذف شاذ، وتقدير الكلام: "وهو علقم على من صبه الله عليه".
٢ ويمتنع حذف العائد المجرور في مواضع أخرى منها:
١- إذاكان العائد المجرور محصورا، نحو مررت بالذي ما مررت إلا به، أو إنما مررت به.
٢- إذا كان نائبا عن الفاعل، نحو: مررت بالذي مُرَّ به.
٣- إذا كان لا يتعين للربط نحو: مررت بالذي مررت به في داره.
٤- إذا كان حذفه ملبسا نحو: رغبت فيما رغبت فيه؛ لأنه لا يعلم أن الأصل فيه أو عنه، وقيل يجوز؛ لأن الحذف يدل على اتفاق الحرفين، ولو كانا متباينين لم يجز الحذف؛ لأنه مشروط فيه اتفاق الحرفين وهذا أوفق.
التصريح: ١/ ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>