للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: أن يقترن المبتدأ بإلا لفظا، نحو: ما لنا إلا اتباع أحمدا١ أو معنى، نحو: "إنما عندك زيد".

الثالثة: أن يكون لازم الصدرية، نحو: "أين زيد"؟ أو مضافا إلى ملازمها، نحو: "صبيحة أي يوم سفرك".

الرابعة: أن يعود ضمير متصل بالمبتدأ على بعض الخبر، كقوله تعالى: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} ٢، وقول الشاعر٣: [الطويل]

٧٥-....... ولكِنْ مِلءُ عينٍ حبيبُها٥


١ هذا مثال من ألفية ابن مالك وتمامه:
وخبر المحصور قدم أبدا ... كما لنا إلا اتباع أحمدا
٢ "٤٧" سورة محمد، الآية: ٢٤.
موطن الشاهد: {عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} .
وجه الاستشهاد: مجيء الخبر "على قلوب" متقدما على المبتدأ "أقفال" المتأخر، وحكم تقدم الخبر هنا الوجوب، لئلا يعود الضمير "ها" المتصل بالمبتدأ على "على قلوب" المتأخرة في الرتبة؛ لأنها بعض متعلق الخبر؛ لأن الخبر المتقدم هو الاستقرار، والجار والمجرور متعلق به، ومتعلق الخبر، رتبته التأخير، فيعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة.
٣ هو نصيب بن رباح الأكبر، أبو محجن، قيل هو من قضاعة، وكان مولى لعبد العزيز بن مروان، وهو شاعر فحل، فصيح، مقدم في النسيب، والمديح، ولم يكن له حظ في الهجاء، وكان عفيفا، لم يشبب، أو ينسب بامرأة قط إلا امرأته.
تجريد الأغاني: ١/ ١٠٨، الشعر والشعراء: ١/ ٤١٠، الجمحي: ١/ ١٢٥.
٤ تخريج الشاهد: والبيت بتمامه:
أهابك إجلالا، وما بك قدرة ... عليَّ، ولكن ملء عين حبيبها
وقد نسبه ابن نباتة المصري في كتابه "سرح العيون" إلى مجنون ليلى في أبيات، أولها قوله:
دعا المحرمون الله يستغفرونه ... بمكة يوما أن تُمَحَّى ذنوبُهَا
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ١٧٦، وابن عقيل: "٥٤/ ١/ ٢٤١"، والأشموني =

<<  <  ج: ص:  >  >>