للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- وما يتصرف تصرفا ناقصا، وهو "زال" وأخواتها، فإنها لا يستعمل منها أمر ولا مصدر، و"دام" عند الأقدمين، فإنهم أثبتوا لها مضارعا١.

٣- وما يتصرف تصرفا تاما، وهو الباقي.

وللتصاريف في هذين القسمين ما للماضي من العلم، فالمضارع نحو: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} ٢، والأمر نحو: {كُونُوا حِجَارَة} ٣، والمصدر، كقوله٤: [الطويل]

٨٣- وكونك إياه عليك يسير٥


١ رجح العلامة الصبان في حاشيته على شرح الأشموني، أن دام الناقصة لها مصدر، ودليله أنها تستعمل البتة لما المصدرية الظرفية، وأن العلماء جروا على تقدير ما دام في نحو قوله تعالى: {مَا دُمْتُ حَيًّا} بقوله: مدة دوامي حيا، ولو أننا التزمنا أن هذا مصدر لدام التامة أو أن العلماء اخترعوا في هذا التقرير مصدرا، لم يرد عن العرب، لكُنَّا بذلك جائرين، مسيئين الظنَّ بمن قام على العربية وحفظها غاية الإساءة، فلزم أن يكون هذا المصدر مصدر الناقصة فتتم الدعوى.
حاشية الصبان على الأشموني: ١/ ٢٢٨-٢٢٩.
٢ "١٩" سورة مريم، الآية: ٢٠.
موطن الشاهد: {لَمْ أَكُ بَغِيًّا} .
وجه الاستشهاد: إعمال "أك" المضارع عمل "كان" الناقصة، وهو مجزوم بـ "لم" وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة تخفيفًا، واسمه "أنا"، و"بغيا" خبر منصوب.
٣ "١٧" سورة الإسراء، الآية: ٥٠.
موطن الشاهد: {كُونُوا حِجَارَةً} .
وجه الاستشهاد: إعمال "كونوا" فعل الأمر عمل "كان" الناقصة، وإعرابه: كونوا: فعل أمر ناقص مبني على حذف النون؛ لاتصاله بواو الجماعة، والواو: اسمه، و"حجارة": خبره منصوب.
٤ لم ينسب البيت إلى قائل معين.
٥ تخريج الشاهد:
هذا عجز بيت، وصدره قوله:
ببذل وحلم ساد في قومه الفتى
وهو من شواهد التصريح: ١/ ١٨٧، وابن عقيل: "٦٤/ ١/ ٢٧٠، والأشموني =

<<  <  ج: ص:  >  >>