للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفارسي١ وابن عصفور٢ فأجازوه إن تقدم الخبر معه٣، نحو: كان طعامك آكلا زيد" ومنعوه إن تقدم وحده، نحو: "كان طعامك زيد آكلا"، واحتج الكوفيون بنحو قوله٤: [الطويل]

٨٨- بما كان إياهم عطية عودا٥


١ الفارسي: هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار، إمام النحو المشهور، وأحد علماء العربية، أخذ عن الزجاج وابن السراج، وأخذ عنه ابن جني وغيره، قيل: إنه كان أعلم من المبرد، له مصنفات كثيرة منها: الإيضاح في النحو، والتكملة في التصريف، وكتاب الحجة في التعليل لقراءات القرآن، وتعليقان على كتاب سيبويه، والمسائل، "الحلبية، البغدادية، البصرية، الشيرازية........." وكتاب الأغفال........ إلخ توفي ببغداد، سنة ٣٧٧هـ. البلغة: ٥٣ن إنباه الرواة: ١/ ٢٧٣، بغية الوعاة: ١/ ٤٩٦، طبقات القراء: ١/ ٢٠٦.
٢ تقدمت ترجمته وترجمة ابن السراج.
٣ لأن المعمول مكمل للخبر، فهو كالجزء منه.
٤ هو الفرزدق همام بن غالب، وقد مرت ترجمته.
٥ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
قنافذ هدَّاجون حول بيوتهم
وهو من كلمة للفرزدق يهجو فيها جريرا وعبد القيس، وهي من النقائض بينهما وأولها قوله:
رأى عبد قيس خفقة شوَّرت بها ... يدا قابس ألوى بها ثم أخمدا
والشاهد: من شواهد: التصريح: ١/ ١٩٠، وابن عقيل "٦٧/ ١/ ٢٨١" والأشموني: "١٩٠/ ١/ ١١٦"، وهمع الهوامع: ١/ ١١٨، والدرر اللوامع: ١/ ٨٧، والمقتضب: ٤/ ١٠١، وخزانة الأدب: ٤/ ٥٧، والعيني: ٢/ ٣٤ ومغني اللبيب: "١٠٣٠/ ٧٩٥"، وديوان الفرزدق: ٢١٤.
المفردات الغريبة: قنافذ: جمع قنفذ، وهو حيوان شائك معروف، يضرب به المثل في السري، فيقال: هو أسرى من قنفذ، ذلك؛ لأنه ينام نهارا، ويصحو ليلا، ليبحث عما يقتات به، وهو بالذال والدال. هداجون: جمع هداج، وهو صيغة مبالغة من الهدج أو الهدجان، وهو مشية الشيخ الضعيف، أو مشية فيها ارتعاش. عطية: أبو جرير.
المعنى: هؤلاء الناس أي رهط جرير في الخسة والفجور كالقنافذ، يمشون ليلا حول البيوت؛ للدعارة والسرقة، مشية الشيخ الهرم؛ لئلا يشعر بهم أحد. وقد ورثوا هذه الصفة الذميمة عن عطية أبي جريرة، الذي عودهم ذلك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>