للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"يقوم" وتؤنث "تطلع" أو تذكره١

[جواز كسر سين عسى] :

يجوز كسر سين "عسى" خلافا لأبي عبيدة٢، وليس ذلك مطلقا خلافا للفارسي، بل يتقيد بأن تسند إلى التاء أو النون أو نا، نحو: {هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِب} ٣، {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُم} ٤، قرأهما....................................


١ إنما وجب أن توحّد "يقوم" لأنه أسند إلى الاسم الظاهر التالي له، وكل فعل أسند إلى اسم ظاهر، وجب في اللغة الفصحى ألا تلحقه علامة تثنية، ولا علامة جمع، وإنما جاز في "تطلع" التذكير والتأنيث؛ لأنه حينئذ مسند إلى اسم ظاهر مجازي التأنيث، وكل فعل أسند إلى الاسم الظاهر المجازي التأنيث، جاز إلحاق تاء التأنيث به، وعدم إلحاقها.
التصريح: ١/ ٢١٠.
٢ أبو عبيدة: هو معمر بن المثنى، لغوي بصري، ومولى لبني تيم "تيم قريش رهط أبي بكر الصديق" أخذ عن يونس بن حبيب، وأبي عمرو بن العلاء، وأخذ عنه أبو حاتم والمازني، وهو أول من صنف في غريب الحديث، قيل: إنه أعلم من الأصمعي، وأبي زيد بأنساب العرب وأيامهم، له تصانيف تقارب المائتين؛ منها: النقائض بين جرير والفرزدق، وأيام العرب، والمجاز في غريب القرآن، والأمثال في غريب الحديث، وغيرها. توفي سنة ٢١٣هـ، وقد قارب المائة.
البلغة: ٢٦١، إنباه الرواة: ٣/ ٢٧٦، بغية الوعاة: ٢/ ٢٩٤، وفيات الأعيان: ٢/ ١٠٥.
٣ "٢" سورة البقرة، الآية: ٢٤٦.
أوجه القراءات: قرأ نافع "عَسِيتم" بكسر السين، وقرأ الباقون بفتحها.
توجيه القراءات: عسيت وعسيت: لغتان، وقد منع الكسر أبو عبيدة، والصواب جوازه وإن كان الفتح أشهر؛ لِجريانه على القياس، وانظر في هذه المسألة.
حجة القراءات: ١٤٠، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٧٧، والبحر المحيط: ٢/ ٢٥٥، وتفسير القرطبي: ٣/ ٢٤٤، ومجمع البيان للطبرسي: ٢/ ٢٤٩، وتفسير الرازي: ٢/ ٢٩٢، والكشف للقيسي: ١/ ٣٣، وشرح التصريح: ١/ ٢١٠.
٤ ٤٧ سورة محمد "ص"، الآية: ٢٢.
أوجه القراءات: قرأ نافع "عَسِيتم" بالكسر، وقرأ الباقون بالفتح.
توجه القراءات: جواز فتح وكسر سين "عسى" كما في الآية السابقة؛ لأن الفتح والكسر لغتان فيها، وإن كان الأشهر فيها الفتح، ومعلوم أن القراءة ينبغي أن توافق لغة من لغات العرب، حتى تصح بها القراءة، ولهذا قرأ نافع بكسر السين في عسِيتم؛ لِموافقتها إحدى لغات العرب.
انظر مراجعة توجيه قراءات الآية السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>