للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يتأتى فيه الثاني لأجل اللام، إلا إن قُدِّرَتْ زائدة مثلها في قوله:

أم الحليس لعجوز شهربة١

والثاني في قوله تعالى: "وَمَلائِكَتُهُ"٢ ولا يتأتى فيه الأول لأجل الواو في {يُصَلُّونَ} ٢ إلا إن قدرت للتعظيم مثلها في: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} ٣.

ولم يشترط الفراء الشرط الثاني٤ تمسكا بنحو قوله٥: [الرجز]

١٤٥- يا ليتني وأنت يا لميس ... في بلدة ليس بها أنيس٦


١ مر تخريج هذا الشاهد والتعليق عليه، ومراد المؤلف من ذكر البيت؛ لِيدل على اللام الزائدة في قوله: "لعجوز"، حيث خرجت على أنها زائدة، وليست لام الابتداء؛ لأن لام الابتداء لا تدخل على خبر المبتدأ، وإنما تدخل على المبتدأ نفسه، أو على خبر "إن" المتأخر، وهذا ليشير إلى أن اللام في قوله "لغريب" لام الابتداء، وعليه فـ "غريب" خبر "إن" وأما إذا عددنا اللام زائدة، كما في هذا البيت، في "لعجوز"، جاز أن يكون قوله: "لغريب" خبر المبتدأ؛ لكون اللام الزائدة تدخل عليه، وما ذهبنا إليه في حينه أولى.
٢ "٣٣" سورة الأحزاب، الآية: ٥٦.
موطن الشاهد: "وملائكتُهُ".
وجه الاستشهاد: يتعين هنا التوجيه الثاني، وهو الحذف من الأول، ولا يتعين التقديم والتأخير؛ لِأجل الواو في "يصلون" لأنها للجماعة المشتركة، والله واحد لا شريك له، إلا إن قدرت الواو للتعظيم للواحد، فيتأتى الوجه الأول أيضا، ويصير التقدير: إن الله يصلي، وملائكته يصلون.
٣ "٢٣" سورة المؤمنون، الآية: ٩٩.
موطن الشاهد: {ارْجِعُونِ} .
وجه الاستشهاد: وقوع الواو في "ارجعون" للتعظيم؛ لأن المخاطب واحد جل جلاله، ومثلها في ذلك، قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
٤ وهو كون العامل: إن أول أن أو لكن، يعني أنه لم يجعل جواز العطف بالرفع مخصوصا بالعطف على اسم واحد من هذه الثلاثة، بل أجاز ذلك في أسماء غيرهنَّ كـ "ليت".
شرح التصريح: ١/ ٢٣٠، والأشموني مع الصبان: ١/ ٢٨٦- ٢٨٧.
٥ القائل: هو رؤبة بن العجاج، وقد مرت ترجمته.
٦ تخريج الشاهد: هذا بيت من الرجز، أو بيتان من مشطوره، وبعد الشاهد قوله:
إلا اليعافير وإلا العيس

<<  <  ج: ص:  >  >>