للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما قوله١:

١٤٨- بِأَنْكَ ربيع وغيث مريع ... وأَنْكَ هناك تكون الثمالا٢

فضرورة.


١ هي جنوب بنت العجلان بن عامر الهذلية، شاعرة جاهلية، وهي أخت عمرو بن العجلان بن عامر بن برد بن منبه، أحد بني كاهل والمسمى ذا الكلب.
الخزانة: ١/ ٣٩٠.
٢ تخريج الشاهد: البيت في رثاء أخيها عمرو الملقب "ذا الكلب"، وقد جاءت روايته في شعر الهذليين، هكذا:
بأنَّك كنت الربيع المريع ... وكنت لمن يعتفيك الثمالا
ويروى قبله قولها:
لقد علم الضيف والمرملون ... إذا اغبر أفق وهبت شمالا
والبيت الشاهد من شواهد التصريح: ١/ ٢٣٢، والأشموني: "٢٨١/ ١/ ١٤٦" وشرح المفصل: ٨/ ٧٥، والخزانة: ٤/ ٣٥٢، وحماسة ابن الشجري: ٧٣، والإنصاف: ٢٧ وزهر الآداب، للحصري: ٧٩٥، ومغني اللبيب "٣٨/ ٤٧"، والسيوطي: ٧٩. وقطر الندى: "٥٨/ ٢٠٧".
المفردات الغريبة: غيث: أصل الغيث المطر، ولكنها أرادت به هنا الكلأ. مريع: "بفتح الميم وكسر الراء" يقال: أرض مريعة، أي: مخصبة كثيرة النبات، الثمال: الذخر والملجأ.
المعنى: لقد علم الضيف، وكل من لا زاد معه -إذا أظلم الجو، وهبت ريح الشمال الباردة التي تقضي على الزرع- بأنك كثير النفع، متصل العطاء، وأنك الملجأ والغوث لكل وافد عليك.
الإعراب: بأنك: الباء حرف جر، أن: مخففة من الثقيلة، والكاف: اسمها. ربيع: خبرها. وغيث: معطوف على ربيع. مريع: صفة لـ "غيث"، والمصدر المؤول من "أن وما دخلت عليه": في محل جر بالباء، و"الجار والمجرور": متعلق بفعل "علم" في البيت السابق، والتقدير: علم الضيف بكونك ربيعا. وأنك: الواو عاطفة. أن: حرف مشبه بالفعل، والكاف: اسمه: "هناك" متعلق بـ "تكون"، أو بالثمال الآتي.
والكاف: حرف خطاب. تكون: فعل مضارع ناقص، واسمه: أنت. الثمالا: خبر تكون منصوب، والألف: للإطلاق، وجملة "تكون مع اسمها وخبرها": في محل رفع خبر "أن" المخففة.
موطن الشاهد: "بأنك ربيع، وأنك تكون".
وجه الاستشهاد: مجيء اسم "أن" المؤكدة المخففة من الثقيلة في الموضعين ضمير مخاطب، ومذكور في الكلام، والغالب أن يكون ضمير شأن، وأن يكون محذوفا، والشاهد -عند الجمهور- شاذ أو ضرورة، وعلمنا أن ابن مالك جوز أن يكون اسمها ضمير شأن، أو ضميرا غير ضمير الشأن، لكنه أوجب حذفه بكل حال، وعنده، يكون الشذوذ من وجه واحد، وهو ذكر الاسم، وفي قوله: "بأنك ربيع" يوجد شذوذ آخر عند سيبويه وابن الحاجب، وهو مجيء خبر "أن" المخففة مفردا، ومذهبهما أن يكون جملة.
وانظر شرح التصريح: ١/ ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>