للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأكثر وقوع هذا على "أن" وصلتها١، كقوله٢: [الطويل]

١٧٠- فقلت تعلم أن للصيد غرة٣.


= موطن الشاهد: "تعلم شفاء النفس قهر عدوها".
وجه الاستشهاد: مجيء "تعلم" فعلا قلبيا بمعنى "اعلم" مفيدا اليقين؛ وقد نُصِبَ به مفعولان اثنان؛ أصلهما مبتدأ أو خبر؛ ومثل هذا الشاهد قول الحارث بن ظالم المري:
تعلم -أبيت اللعن- أني فاتك ... من اليوم أو من بعده بابن جعفر
فقد سدت أن ومعمولاها مسد مفعولي "تعلم"؛ ومعلوم أن هذا الفعل، يندر أن ينصب مفعولين ظاهرين، وإنما تسد "أن" المؤكدة ومعمولاها مسد المفعولين لهذا الفعل، كما في الشاهد التالي.
١ وحينئذ تسد "أن" ومعمولها مسد المفعولين، ومعروف أن الصلة تشتمل على مسند ومسند إليه.
٢ هو: زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، شاعر حكريم من أهل نجد وأحد أصحاب المعلقات السبع، والمعروف بحولياته، وهو راوية أوس بن حجر، قيل إنه أشعر الشعراء في الجاهلية لأنه لا يعاظل بين القول ولا يتبع حوشي الكلام، شهد له بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجرير. ولم يتصل الشعر في ولد أحد من فحول الشعر ما اتصل في ولده، ولم يدرك الإسلام ومات سنة ١٣ ق. هـ. الشعر والشعراء: ١/ ١٣٧، الأغاني: ٩/ ١٣٩، الاشتقاق: ١١١، الخزانة: ١/ ٣٧٥، الجمحي: ١/ ٦٣.
٣ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت وعجزه قوله:
وإلا تضيعها فإنك قاتله
وهو من قصيدة لزهير ومطلعها قوله:
صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله ... وعري أفراس الصبا ورواحله
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ٢١٤٧، والأشموني: "٣٢٦/ ١/ ١٥٨"، والعيني: ٢/ ٣٧٤ وديوان زهير بن أبي سلمى: ١٣٤.
المفردات الغريبة: تعلم: اعلم. غرة: غفلة. تضيعها: الضمير عائد على الفرصة التي تتيحها الغفلة.
المعنى: اعلم، وتيقن أن للصيد أوقاتا، يهأ فيها ويستريح، وتعتريه غفلة وسكون؛ فإذا انتهزت هذه الفرصة، وصوبت إليه سهامك، فإنك قاتله لا محالة.
الإعراب: تعلم: "بمعنى: اعلم" فعل أمر مبني على السكون، والفاعل: أنت: أن: حرف مشبه بالفعل "للصيد"؛ متعلق بخبر مقدم لـ "أن". غرة: اسم "أن" مؤخر منصوب؛ و"أن ومعمولاها": سدت مسدَّ مفعولي "تعلم". إلا: إن شرطية، لا: نافية، تضيعها: فعل الشرط مجزوم، والفاعل: أنت، و"ها" مفعول به. فإنك: الفاء واقعة في جواب الشرط، إنك: حرف مشبه بالفعل، والكاف: اسمه، قاتله: خبر "إن" والهاء: مضاف إليه.
موطن الشاهد: "تعلم أن للصيد غرة".
وجه الاستشهاد: استعمال "تعلم" بمعنى اعلم، وقد تعدى هذا الفعل إلى مفعوليه بوساطة "أن" المفتوحة المؤكدة وصلتها؛ وهذا الغالب في استعمال هذا الفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>