للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله١: [الطويل]

١٧٣- فلا تعدد المولى شريكك في الغنى٢


١ القائل هو: النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الله؛ صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابن صاحبه، وابن أخت عبد الله بن رواحة، ولد سنة اثنتين للهجرة ومسنده: ١١٤ حديثا؛ حدث عنه الزهري والشعبي وغيرهما، ولاه معاوية الكوفة ثم دمشق، ثم حمص وبها قتل.
سير أعلام النبلاء: ٣/ ٤١١، البداية والنهاية: ٨/ ٢٤٤، الإصابة: ٣/ ٥٥٩، شذرات الذهب: ١/ ٧٢.
٢ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت وعجزه قوله:
ولكنما المولى شريكك في العدم
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ٢٤٨، وابن عقيل: "١٢٤/ ٢/ ٣٧"، والأشموني: "٣٢١/ ١/ ١٥٧" وهمع الهوامع: ١/ ١٤٨، والدرر اللوامع: ١/ ١٣٠، والخزانة: ١/ ٤٦١ عرضا، والعيني: ٢/ ٣٧٧.
المفردات الغريبة: لا تعدد: لا تظن. المولى: يطلق على معانٍ كثيرة، والمراد هنا الصاحب والناصر. العدم: الفقر.
المعنى: لا تظن الصديق المخلص، والصاحب الوفي، هو الذي يقاسمك ويشاطرك المودة والإخاء في حال يسارك وغناك؛ بل هو الذي يرافقك ويصاحبك في حال فقرك، وضيق عيشك، وغدر الزمان بك.
الإعراب: لا: ناهية. تعدد: فعل مضارع مجزوم، والفاعل: أنت. المولى: مفعول به أول لفعل "تعدد". شريكك: مفعول به ثان، والكاف: مضاف إليه. "لكنما": كافة ومكفوفة تفيد الاستدراك. المولى: مبتدأ. شريكك: خبر ومضاف إليه.
موطن الشاهد: "لا تعدد المولى شريكك".
وجه الاستشهاد: استعمل مضارع "عد" "بمعنى ظن" ونصب به مفعولين؛ أحدهما: المولى. والثاني: شريكك، كما بينا في الإعراب؛ ومثل الشاهد السابق بعد قول جارية بن الحجاج:
لا أعد الإقتار عُدْمًا ولكنْ ... فَقْدُ من قد فقدته الإعدام
فـ "أعد" بمعنى أظن، وقد نصب مفعولين؛ الإقتار وعدما؛ والشواهد على استعمال عد بمعنى ظن كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>