للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السهيلي١: وأن لا يتعدى باللام٢، كـ: "ستقول لزيد عمرو منطلق".

وتجوز الحكاية مع استيفاء الشروط٣، نحو: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ} ٤ الآية، في قراءة الخطاب، وروي: "علام تقول الرمح" بالرفع.


١ السهيلي: أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي الأندلسي المالقي، كان عالما بالعربية واللغة والقراءات، جامعا بين الدراية والرواية، نحويا مقدما واسع المعرفة، تصدَّر للإقراء والتدريس، روى عن ابن العربي وأبي طاهر، وابن الطراوة، وروى عنه الرندي، وأبو الحسن الغافقي؛ له مصنفات قيمة منها: الروض الأنف، في شرح السيرة النبوية، وكتاب: التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام، وكتاب في شرح آية الوصية، وكتاب الفكر ... وغيرها وهو مع هذا شاعر مجيد؛ له شعر جيد، منه الأبيات المشهورة:
يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعدُّ لكل ما يتوقع
يا من يرجَّى للشدائد كلها ... يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول: "كن" ... امنن، فإن الخير عندك أجمعُ
وقد مات بمراكش سنة ٦٨٨؛ وقيل ٥٨١هـ.
البلغة: ١٢٢، إنباه الرواة: ٢/ ١٦٤، بغية الوعاة: ٢/ ٨١، طبقات القراء: ١/ ٣٧١ معجم المؤلفين: ٥/ ١٤٧، والأعلام: ٤/ ٨٦.
٢ أي يشترط في المضارع: ألا يتعدى باللام؛ لأنها تبعده عن معنى الظن، ويصبح قولا مسموعا وقد علمت أن مذهب الجمهور: أن القول، إذا عمل عمل الظن، يجري مجراه في المعنى أيضا.
شرح التصريح: ١/ ٢٦٣.
٣ وحينئذ يكون بمعنى النطق والتلفظ، لا معنى الظن، وتكون الجملة بعده في محل نصب سدت مسد المفعول به. ومن هنا يتبين: أن استيفاء الشروط ليس موجبا لتنزله منزلة الظن، وإنما يجيز ذلك فقط. أما جريانه مجرى الظن، فيوجب تحقق الشروط المذكورة كلها.
٤ "٢" سورة البقرة، الآية: ١٤٠.
أوجه القراءات:
موطن الشاهد: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ} .
وجه الاستشهاد: مجيء فعل "تقولون" مرادا به الحكاية، على الرغم من كونه مضارعا مسبوقا باستفهام؛ وحكم مجيئه على هذه الحالة الجواز؛ و"إن وما دخلت عليه": سدت مسد مفعول به واحد؛ والدليل على كون "تقولون" مرادا به الحكاية كسر همزة "إن" بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>