٢ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت وعجزه قوله: عشيةَ آناءُ الديارِ وشامُهَا وهو من قصيدة طويلة لذي الرمة وأولها قوله: مررنا على دار لمية مرة ... وجاراتها قد كاد يعفو مقامها والشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٢٨٤، والأشموني: "٣٧١/ ١/ ١٧٧"، وابن عقيل: "١٤٧/ ٢/ ١٠١"، وهمع الهوامع: ١/ ١٦١، والدرر اللوامع: ١/ ١٤٣، والمقرب: ٥، والعيني: ٢/ ٤٩٣، وديوان ذي الرمة: ٦٣٦ وفيه برواية: أهلَّةَ آناء الديار وشامها المفردات الغريبة: هيجت: أثارت، آناء، ويروى أناء: جمع نؤي، وهو الحفيرة التي تحفر حول الخباء لتمنع عنه المطر. شامها؛ الشام: جمع شامة وهي العلامة. المعنى: لا يعلم إلا الله تعالى ما أثارته في نفوسنا آثار ديار المحبوبة ورسومها من الشوق واللوعة والحنين إليها. الإعراب: لم: جازمة نافية. يدر: فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. إلا: أداة حصر. الله "لفظ الجلالة": فاعل مرفوع. ما: اسم موصول، مفعول به صلة للموصول، لا محل لها؛ والعائد إلى الاسم الموصول محذوف؛ والتقدير: ما هجيته لنا. "عشية": متعلق بـ "هيج"؛ وعشية، منون حذف تنوينه للضرورة. آناء: فاعل مرفوع؛ وقد وصل فيه همزة القطع، وآناء: مضاف. والديار: مضاف إليه. وشامها: الواو عاطفة، شامها: معطوف على آناء، و"ها": مضاف إليه. موطن الشاهد: "لم يدر إلا الله ما هيجت". وجه الاستشهاد: تقدم الفاعل المحصور بـ "إلا" على المفعول؛ وهذا الشاهد كسابقيه حجة للكسائي، ومنعه الجمهور، وأعربوا "ما" اسما موصولا واقعا مفعولا به لمحذوف دل عليه المذكور، والتقدير: فلم يدر إلا الله درى ما هيجت لنا؛ وفي هذا التقدير تكلف لا داعي إليه، كما أسلفنا.