للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يمتنع كما إذا اتصل الأول بضمير الثاني١، كـ: "أعطيت المال مالكه" أو كان محصورا، كـ: "ما أعطيت الدرهم إلا زيدا" أو مضمرا والأول ظاهر، كـ: "الدرهمَ أعطيته زيدا". و"القوم اخترتهم عمرا".

[جواز حذف المفعول لغرض لفظي أو معنوي] :

فصل: يجوز حذف المفعول لغرض؛ إما لفظي كتناسب الفواصل٢ في نحو: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ٣، ونحو: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} ٤، وكالإيجاز في نحو: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} ٥.

وإما معنوي كاحتقاره في نحو: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ} ٦، أي: الكافرين، أو


١ أما الامتناع في الأولى فلئلا يعود ضمير على متأخر لفظا ورتبة، وأما في الثاني فلأن المحصور فيه واجب التأخير، وأما في الثالث فلأنه إذا أمكن الاتصال لا يعدل عنه إلى الانفصال إلا فيما يستثنى وليس هذا منه.
التصريح: ١/ ٣١٤.
٢ أي نهاية الجمل المتصلة اتصالا معنويا، ومنها: رءوس الآي التي ذكرها المصنف.
٣ "٩٣" سورة الضحى، الآية: ٣.
موطن الشاهد: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} .
وجه الاستشهاد: حذف مفعول "قلى"؛ ليناسب "سجى، والأولى"؛ والأصل: ما ودعك ربك وما قلاك.
٤ "٢٠" سورة طه، الآية: ٣.
موطن الشاهد: {تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} .
وجه الاستشهاد: حذف مفعول يخشى؛ لأن التقدير: يخشاه على الأرجح؛ لتكون نهاية الجملة بكلمة مناسبة مشابهة في وزنها لكلمة "تشقى" التي انتهت بها الجملة السابقة.
٥ "٢" سورة البقرة، الآية: ٢٤.
موطن الشاهد: {إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} .
وجه الاستشهاد: "حذف المفعول للإيجاز في الموضعين؛ لأن الأصل: فإن لم تفعلوه ولن تفعلوه -أي الإتيان بسورة من مثله- وحكم هذا الحذف الجواز عند وجود القرينة الدالة على المراد.
٦ "٥٨" سورة المجادلة، الآية: ٢١.
موطن الشاهد: {لَأَغْلِبَنَّ} .
وجه الاستشهاد: حذف المفعول به؛ لأن الأصل: لأغلبن الكافرين؛ ولم يصرح بذكره؛ لاحتقاره؛ وحكم الحذف الجواز عند وجود القرينة الدالة على المراد في الآية السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>