للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا أطلق ابن مالك، وخص ابن عصفور١ الوجوب بالتكرار، كقوله٢: [الوافر]

٢٤٩- فصبرا في مجال الموت صبرا٣


١ مرت ترجمته.
٢ القائل هو: قطري بن الفجاءة الخارجي التميمي، رأس الخوارج، وأحد الأبطال المذكورين، خرج في مدة ابن الزبير، له وقائع مشهورة في التغلُّب على بعض نواحي فارس، أرسل إليه الحجاج جيشا عظيما، فأصيب، وقتله الجند بعد ذلك وأرسل رأسه إلى الحجاج وذلك سنة: ٧٧ هـ. خزانة الأدب: ١٠/ ١٦٣.
٣ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت وعجزه قوله:
فما نيل الخلود بمستطاع
وهو من قصيدته المشهورة التي مطلعها:
أقول لها وقد طارت شعاعا ... من الأبطال: ويحك لن تراعي
فإنك لو سألت بقاء يوم ... على الأجل المقدر لم تطاعي
والشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٣٣١، والأشموني: "٤٢٣/ ١/ ٢١٢"، والمرتضى: ١/ ٢٣٦ والعيني: ٣/ ٥١، وحاشية يس: ١/ ٣٣٠، وشرح التبريزي على الحماسة: ١/ ٩٦.
المفردات الغريبة: مجال الموت: مكان المعركة الذي يجول فيه الفرسان، الخلود: البقاء المستمر.
المعنى: اصبري أيتها النفس، ولا تيأسي، واثبتي في موطن القتال حتى تحققي النصر أو تموتي موتا شريفا؛ فالفرار من القتال لا ينجي، والبقاء في هذه الدنيا غير ممكن، فلم الخوف والفزع؟!
الإعراب: صبرا: مفعول مطلق لفعل محذوف وجوبا؛ والتقدير: اصبري صبرا. "في مجال": متعلق بـ "صبرا". الموت: مضاف إليه. صبرا: توكيد للمصدر الأول. فما: الفاء تفريعية، و"ما" نافية. نيل: مبتدأ مرفوع؛ أو اسم "ما" العاملة عمل "ليس"، وهو مضاف. الخلود: مضاف إليه. بمستطاع: الباء حرف جر زائد. مستطاع: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ما" الحجازية؛ أو خبر المبتدأ على إهمال "ما"، والأفضل الإعمال.
موطن الشاهد: "صبرا في مجال الموت صبرا".
وجه الاستشهاد: مجيء المصدر "صبرا" مكررا في البيت، وهو قائم مقام فعل الأمر، ولذا وجب حذف عامله هنا إجماعا؛ لأن ابن مالك وغيره من النحاة يرون وجوب الحذف متى كان المصدر واقعا موقع فعل الأمر من غير قيد؛ وابن عصفور ومن تبعه من النحاة يرون أن تكرار المصدر القائم مقام فعل الأمر، يوجب حذف المصدر، وفي هذا الشاهد تحقق الشرطان، فلا خلاف في وجوب حذف العامل.

<<  <  ج: ص:  >  >>