للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنسبة المبهمة نوعان١: نسبة الفعل للفاعل، نحو: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} ٢ ونسبته للمفعول، نحو: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} ٣.

ولك في تمييز الاسم أن تجره بإضافة الاسم، كـ: "شبر أرض" و: "قفيز بر" و: "منوي عسل"، إلا إذا كان الاسم عددا٤، كـ: "عشرين درهما" أو مضافا٥، نحو: {بِمِثْلِهِ مَدَدًا} ٦، و: {مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} ٧.


١ تمييز النسبة ويسمى تمييز الجملة؛ وهو الذي يزيل الإبهام والغموض عن المعنى المنسوب فيها لشيء من الأشياء.
٢ "١٩" سورة مريم، الآية: ٤.
موطن الشاهد: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} .
وجه الاستشهاد: مجيء "شيبا" تمييز محولا عن الفاعل؛ والأصل: واشتعل شيب الرأس، فحوِّل الإسناد من المضاف، وهو شيب إلى المضاف إليه، وهو الرأس، فارتفع. ثم جيء بذلك المضاف الذي حول عنه الإسناد فضلة تمييزا. انظر شرح التصريح: ١/ ٣٩٧.
٣ "٥٤" سورة القمر، الآية: ١٢.
موطن الشاهد: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} .
وجه الاستشهاد: مجيء "عيونا" تمييزا محوَّلا عن المفعول؛ لأن نسبة فجرنا إلى الأرض مبهمة. و"عيونا" مبين لذلك الإبهام. والأصل: فجرنا عيون الأرض؛ فحول المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه.
٤ إذا كان العدد من ثلاثة إلى عشرة، وجب جر تمييزه بإضافة العدد إليه، والغالب في هذا التمييز المجرور: أن يكون جمعا. والعدد من أحد عشر إلى تسع وتسعين يجب نصب تمييزه، وأن يكون مفردا. والمائة والمائتان والمئات والألف والألوف يجب أن يكون التمييز فيها مفردا مجرورا. همع الهوامع: ١/ ٢٥٣.
٥ أي: إذا أضيف العدد إلى غير التمييز ولو تقديرا وجب نصب تمييزه أيضا؛ لامتناع إضافته مرة أخرى.
٦ "١٨" سورة الكهف، الآية: ١٠٩.
موطن الشاهد: {بِمِثْلِهِ مَدَدًا} .
وجه الاستشهاد: مجيء "مددا" تمييزا لـ "مثل" ولا يجوز جره بالإضافة؛ لأن "مثل" مضاف مرة؛ فيمتنع إضافته مرة أخرى.
٧ "٣" سورة آل عمران، الآية: ١٩.
موطن الشاهد: {مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} .
وجه الاستشهاد: مجيء "ذهبا" تمييزا لملء، ولا يجوز جره بالإضافة؛ لأن "ملء" مضاف مرة، فامتنع إضافته مرة أخرى -كما في الآية السابقة- وإلى ذلك أشار ابن مالك في الألفية:
والنصب بعدما أضيف وجبا ... إن كان مثل ملء الَارْض ذهبا
انظر شرح التصريح: ١/ ٣٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>