للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: للضر والنفع؛ قاله الأخفش١؛ وقيل: "ما" كافة.

الثالث: "أن" المصدرية وصلتها؛ نحو: "جئت كي تكرمني" إذا قدرت "أن" بعدها؛ بدليل ظهورها في الضرورة، كقوله٢: [الطويل]

٢٩٠- لسانك كيما أن تغر وتخدعا٣


= الظاهرة: الفتى: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر. كيما: "كي" حرف تعليل وجر، و"ما" حرف مصدري مبني على السكون، لا محل له. يضر: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو؛ والمصدر المؤول من "ما المصدرية وما دخلت عليه" في محل جر بـ"كي"؛ و"الجار والمجرور": متعلق بـ"يراد"؛ وتقدير الكلام: "يراد الفتى للضر والنفع"؛ وجملة "يضر": صلة الموصول الحرفي، لا محل لها. وينفع: الواو: عاطفة جملة على جملة، ينفع: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو، يعود إلى الفتى؛ وجملة "ينفع": معطوفة على جملة "يضر": لا محل لها.
موطن الشاهد: "كيما".
وجه الاستشهاد: دخول "كي" على "ما" المصدرية، وجرها للمصدر المؤول كما بينا في الإعراب -على تأويل الأخفش- وهي عند غيره كافة لـ"كي" عن عمل النصب في الفعل المضارع؛ والفعل المضارع مؤول بالمصدر على القولين. انظر حاشية الصبان: ٢/ ٢٠٤.
١ مرت ترجمته.
٢ القائل: هو جميل بن معمر العذري، وقد مرت ترجمته.
٣ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت وصدره قوله:
وقالت: أكل الناس أصبحت مانحا
والبيت من قصيدة مطلعها قوله:
عرفت مصيف الحي والمتربعا ... كما خطت الكف الكتاب المرجعا
والشاهد من شواهد: التصريح: ٢/ ٣، والأشموني: ٥٢٢/ ٢/ ٢٨٣، والعيني: ٣/ ٢٤٤، ٤/ ٣٧٩، وشرح المفصل: ٩/ ١٤، والخزانة: ٣/ ٨٥٤، والهمع: ٢/ ٥، والدرر: ٢/ ٥، والمغني: ٣٣٣/ ٢٤٢، والسيوطي: ١٧٣، والتصريح: ٢/ ٢٣٠، ٢٣١، ديوان جميل: ٢٥.
المفردات الغريبة: مانحا: اسم فاعل من المنح وهو الإعطاء، تغر: تخدع -يقال غره غرورا- خدعه. تخدعا: خدعه؛ ختله وأراد به المكروه من حيث لا يعلم.
المعنى: أصبحت مانحا جميع الناس حلاوة لسانك وحسن كلامك، لتغرهم وتوقعهم في المكروه من حيث لا يشعرون؛ أن هذا عمل لا يليق بالكملة من الرجال. =

<<  <  ج: ص:  >  >>