للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الآخر١: [الزجز]

٢٩٢- كه ولا كهن إلا حاظلا٢٢٩٢- كه ولا كهن إلا حاظلا٢


= ضرورات الشعر؛ وقال الأعلم: إدخال الكاف -أي في الشاهد- على المضمير تشبيها لها بـ"مثل"؛ لأنها في معناها، واستعمل ذلك عند الضرورة؛ وسيبوية يرى ذلك قبيحا؛ والعلة له: أن الإضمار يرد الشيء إلى أصله؛ فالكاف بمعنى "مثل". ومثل الشاهد السابق قول أبي محمد اليزيدي اللغوي:
شكوتم إلينا مجانيكم ... ونشكو إليكم مجانيننا
فلولا المعافاة كناكهم ... ولولا البلاء لكانوا كنا
وقول الآخر:
لا تملني فإنني كك فيها ... إننا في الملام مشتركان
انظر همع الهوامع: ٢/ ٣٠-٣١.
١ القائل: هو رؤبة بن العجاج وقد مرت ترجمته.
٢ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت في وصف حمار وحشي وأتن وحشيات وصدره قوله:
فلا ترى بعلا ولا حلائلا
وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ٤، والأشموني: ٥٢٩/ ٢/ ٢٨٦، وابن عقيل: ٢٠٤/ ٣/ ١٤، وسيبويه ١/ ٣٩٢، والمقرب: ٤١، والعيني: ٣/ ٢٥٦، والهمع: ٢/ ٣٠، والدرر: ٢/ ٢٧، وديوان رؤبة بن العجاج: ١٢٨.
المفردات الغريبة: بعلا: زوجا، والجمع البعولة، ويقال للمرأة أيضا: بعل وبعلة؛ كزوج وزوجة. حلائل: جمع حليلة وهي الزوجة. حاظلا: مانعا من التزوج.
المعنى: لا ترى من الأزواج والزوجات مثل حمار الوحش وأتنه، كل يقصر نفسه على صاحبه، ولا يتطلع إلى غيره إلا من منع أنثاه قهرا عن التزوج، وذلك أن الحمار يمنع أتنه من حمار آخر يريدها. وكانت عادة العرب في الجاهلية إذا طلقوا امرأة، منعوها من التزوج إلا بإذنهم، فجعل الأتن كالحلائل، وجعل الحمار بعلهن.
الإعراب: لا: نافية، لا محل لها من الإعراب. ترى: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل: أنت، بعلا: مفعول به منصوب. ولا: الواو عاطفة، لا: زائدة للتأكيد النفي. حلائلا: معطوف على قوله: "بعلا" منصوب مثله؛ والألف: للإطلاق. كه: "الكاف" حرف تشبيه وجر، و"الهاء": ضمير متصل يعود إلى الحمار الوحشي في محل جر بحرف الجر، و"كه": متعلق بمحذوف صفة لـ"بعل". ولا: الواو عاطفة، لا: زائدة لتأكيد النفي. "كهن": جار ومجرور معطوف على "كه" السابق. إلا: أداة حصر. حاظلا: حال من "بعلا" الموصوف بالجار والمجرور الأول "كه"؛ و"الجار والمجرور" الواقع صفة لـ"بعلا" سوغ مجيء =

<<  <  ج: ص:  >  >>