والرابع: مذهب بعض الكوفيين؛ وحاصله أن مذ ومنذ أصلهما "من" حرف الجر، و"ذو" الموصولة التي بمعنى الذي في لغة طيئ، والاسم المرفوع بعد كل منهما خبر مبتدأ محذوف؛ وجملة "المبتدأ والخبر": لا محل لها من الإعراب؛ لأنها صلة الموصول؛ والتقدير: ما رأيته من ابتداء الوقت الذي هو يومان. مغني اللبيب: "٤٤-٤٤٣"، والتصريح: ٢/ ٢٠. ١ القائل: هو الفرزدق، وقد مر ترجمته. ٢ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت من كلمة للشاعر يرثي فيها يزيد بن المهلب، وعجزه قوله: فسما فأدرك خمسة الأشبار وبعد الشاهد قوله: يدني كتائب من كتائب تلتقي ... في ظل معترك العجاج مثار والشاهد من شواهد: التصريح: ٢/ ٢١، والمقتضب: ٢/ ١٧٦، والجمل: ١٤٢، وشرح المفصل: ٢/ ١٢١، ٦/ ٣٣، والعيني: ٣/ ٣٢١، والهمع: ١/ ٢١٦، ٢/ ١٥٠، الدرر: ١/ ١٨٥، ٢/ ٢٠٦، والمغني: ٦٣١/ ٤٤٢، والسيوطي: ٢٥٦، وديوان الفرزدق: ٣٧٨. المفردات الغريبة: عقدت يداه إزاره: كناية عن مجاوزته حد الطفولة وبلوغه سن التمييز، والإزار: ما يلبسه الإنسان في نصفه الأسفل. فسما: شب وارتفع. أدرك: بلغ ووصل. خمسة الأشبار: المراد: ارتفعت قامته وبلغ مبلغ الرجال. المعنى: أن يزيد منذ بلغ سن التمييز واستطاع أن يقضي حوائجه بنفسه، ظهرت عليه مخايل الرجولة، وأخذ يتدرج في مدارج الرفعة والشجاعة، ويظهر منه ما لا يرى إلا من الأبطال العظماء. الإعراب: ما زال: ما نافية، لا عمل لها. زال: فعل ماض ناقص؛ واسمه: هو؛ يعود إلى يزيد. مذ: ظرف زمان، مبني على السكون في محل نصب، متعلق بـ"زال"؛ وهو مضاف إلى جملة "عقدت يداه إزاره"؛ وهو الأفضل -هنا-. عقدت فعل ماض مبني على =