للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أن يدخلا على الجملة؛ فعلة كانت؛ وهو الغالب؛ كقوله١: [الكامل]

٣٠٦- ما زال مذ عقدت يداه إزاره٢


= الثالث: مذهب جمهور الكوفيين، واختاره ابن مالك وابن مضاء والسهيلي، وهو أنهما ظرفان والاسم المرفوع بعد كل منهما فاعل لكان تامة محذوف. والتقدير: مذ كان أو قد مضى يومان.
والرابع: مذهب بعض الكوفيين؛ وحاصله أن مذ ومنذ أصلهما "من" حرف الجر، و"ذو" الموصولة التي بمعنى الذي في لغة طيئ، والاسم المرفوع بعد كل منهما خبر مبتدأ محذوف؛ وجملة "المبتدأ والخبر": لا محل لها من الإعراب؛ لأنها صلة الموصول؛ والتقدير: ما رأيته من ابتداء الوقت الذي هو يومان.
مغني اللبيب: "٤٤-٤٤٣"، والتصريح: ٢/ ٢٠.
١ القائل: هو الفرزدق، وقد مر ترجمته.
٢ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت من كلمة للشاعر يرثي فيها يزيد بن المهلب، وعجزه قوله:
فسما فأدرك خمسة الأشبار
وبعد الشاهد قوله:
يدني كتائب من كتائب تلتقي ... في ظل معترك العجاج مثار
والشاهد من شواهد: التصريح: ٢/ ٢١، والمقتضب: ٢/ ١٧٦، والجمل: ١٤٢، وشرح المفصل: ٢/ ١٢١، ٦/ ٣٣، والعيني: ٣/ ٣٢١، والهمع: ١/ ٢١٦، ٢/ ١٥٠، الدرر: ١/ ١٨٥، ٢/ ٢٠٦، والمغني: ٦٣١/ ٤٤٢، والسيوطي: ٢٥٦، وديوان الفرزدق: ٣٧٨.
المفردات الغريبة: عقدت يداه إزاره: كناية عن مجاوزته حد الطفولة وبلوغه سن التمييز، والإزار: ما يلبسه الإنسان في نصفه الأسفل. فسما: شب وارتفع. أدرك: بلغ ووصل. خمسة الأشبار: المراد: ارتفعت قامته وبلغ مبلغ الرجال.
المعنى: أن يزيد منذ بلغ سن التمييز واستطاع أن يقضي حوائجه بنفسه، ظهرت عليه مخايل الرجولة، وأخذ يتدرج في مدارج الرفعة والشجاعة، ويظهر منه ما لا يرى إلا من الأبطال العظماء.
الإعراب: ما زال: ما نافية، لا عمل لها. زال: فعل ماض ناقص؛ واسمه: هو؛ يعود إلى يزيد. مذ: ظرف زمان، مبني على السكون في محل نصب، متعلق بـ"زال"؛ وهو مضاف إلى جملة "عقدت يداه إزاره"؛ وهو الأفضل -هنا-. عقدت فعل ماض مبني على =

<<  <  ج: ص:  >  >>