٢ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله: لعبن بنا شيبا وشيبنا مردا وهو من كلمة للصمة، وكان قد خطب ابنة عمه، فاشتط عليه عمه في المهر، وبخل عليه أبوه، فخرج مغاضبا لأبيه وعمه، وارتحل إلى طبرستان فأقام بها حياته، فهو تارة يحن إلى نجد؛ لأن بها أحباءه، وتارة يذم نجدا، لما لاقى فيها من عمه وبخل أبيه، وأول هذه القصيدة، قوله: خليلي إن قابلتما الهضب أو بدا ... لكم سند الوركاء أن تبكيا جهدا سلا عبد لَعلَى حيث أوفى عشية ... خُزَازى ومَدَّ الطرف هل أُنسِيَ النجدا فما عن قلىً للنجد أصبحت ههنا ... إلى جبل الأوشال مستخبيا بَردا والبيت الشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٧٧، وابن عقيل "٧/ ١/ ٦٥"، والأشموني "٢٦/ ١/ ٣٧"، وأمالي ابن الشجري: "٢/ ٥٣"، وشرح المفصل: "٥/ ١١"، وشرح العيني: "١/ ١٦٩"، واللسان مادة "سنه". المفردات الغريبة: دعاني: أمر للاثنين من ودع يدع ودعا، أي: ترك: سنين: جمع سنة، ولعل المراد بها هنا الجدب وانقطاع المطر: الشيب: جمع أشيب. مردا: جمع أمرد، وهو من لم ينبت الشعر بوجهه. المعنى: يتحدث الشاعر عن أعوام الجدب والقحط التي مرت عليه وعلى قومه في نجد، وما لقوه من الجهد والإرهاق، ويطلب إلى صاحبيه أن يتركا ذكرى نجد، قائلا: دعاني من نجد وذكراها؛ فإن سني القحط فيه قد لعبت بشيبنا، وشيبت شبابنا الذين لم ينبت شعر ذقونهم بعد. الإعراب: دعاني: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف فاعل، والنون للوقاية، والياء: معفول به. اسم "إن" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والهاء: في محل جر بالإضافة. لعبن: فعل وفاعل، والجملة في محل رفع خبر "إن" شيبا: حال من "نا" في "بنا" مردًا. حال من "نا" في "شيبننا". موطن الشاهد: "سنينه". وجه الاستشهاد: انتصاب "سنينه"؛ لأنه اسم "إن" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على النون؛ لأن النون عُدت كأنها من أصل الكلمة، نحو: غسلين، ولهذا لم تحذف للإضافة. وجاء في الحديث الشريف: "اللهم اجعلها عليهم سنينًا كسنين يوسف"، في رواية تنوين "سنينا"، ومعلوم أن مجيء النون في "سنين" من غير تنوين لإضافتها إلى الهاء. انظر حاشية الصبان على الأشموني: ١/ ٨٧.