للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابعة: الفصل بالنداء١؛ كقوله٢: [الرجز]

٣٦٢- كأن برذون أبا عصام ... زيد حمار دق باللجام٣

أي: كأن برذون زيد يا أبا عصام.


= موطن الشاهد: "أبي شيخ الأباطح طالب".
وجه الاستشهاد: الفصل بين المضاف "أبي"، والمضاف إليه "طالب" بصفة المضاف "شيخ الأباطح"؛ لأن أصل الكلام: من ابن أبي طالب شيخ الأباطح كما أسلفنا.
١ من هذا القبيل قول بجير بن زهير بن أبي سلمى المزني لأخيه كعب:
وفاق كعب بجير منقذ لك من ... تعجيل تهلكة والخلد في سفر
فإن قوله: "وفاق" مضاف إلى "بجير"، وقد فصل بينهما بالمنادى، وأصل نظم الكلام: وفاق بجير يا كعب منقذ لك من تعجيل تهلكة.
هذا: والنداء مما يكثر دوره في الكلام كالقسم، وقد فصلوا به بين الموصول وصلته كما في قول الفرزدق:
تعش فإن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
فقد فصل بين الموصول "من"، وصلته "يصطحبان" بالنداء "يا ذئب".
وقد أجاز جماعة من النحاة الفصل بين إذن الناصبة، والفعل المضارع بالنداء، فكان من حق الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالنداء أن يكون جائزا في سعة الكلام كالفصل بالقسم؛ لأنهما بمنزلة واحدة، ولكن النحاة جعلوا الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالقسم جائزا في السعة، والفصل بالنداء مقصورا على ضرورة الشعر، وذلك لأنهم وجدوا في كلام العرب المنثور الفصل بالقسم كعبارة الكسائي، وعبارة أبي عبيدة، ولم يجدوا مثل هذا في الفصل بالنداء، فوقفوا عند السماع؛ لأنه هو الأساس في كل ما أصلوه من قواعد. حاشية الصبان على شرح الأشموني: ٣/ ٢٧٩.
٢ لم يُنسب إلى قائل معين.
٣ تخريج الشاهد: هذا بيت من الرجز أو بيتان من مشطوره، وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ٦٠، والأشموني: ٦٦٥/ ٢/ ٣٢٩، وابن عقيل: ٢٤٤/ ٣/ ٨٦، والخصائص: ٢/ ٤٠٤، والعيني: ٣/ ٥٨٠، والهمع: ٢/ ٥٣، والدرر: ٢/ ٦٧.
المفردات الغريبة: برذون: البرذون من الخيل: ما ليس بعربي. أبا عصام: كنية رجل. دق: من الدقة، ضد غلظ.
المعنى: أن برذون زيد -يا أبا عصام- غير أصيل، وهو هزيل مثل حمار ضعف وهزل بسبب اللجام.
الإعراب: كأن: حرف مشبه بالفعل. برذون: اسم كأن منصوب. أبا: منادى مضاف =

<<  <  ج: ص:  >  >>