للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يؤكد بهن وإن لم يتقدم كل١؛ نحو: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ٢، {لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} ٣، ولا يجوز تثنية أجمع ولا جمعاء استغناء بكلام وكلتا٤، كما استغنوا بتثنية سي عن تثنية سواء٥؛ وأجاز الكوفيون والأخفش ذلك؛ فتقول "جاءني الزيدان أجمعان" و"الهندان جمعاوان".

وإذا لم يفد توكيد النكرة لم يجز باتفاق٦، وإن أفاد جاز، عند الكوفيين، وهو الصحيح، وتحصل الفائدة بأن يكون المؤكد محدودا والتوكيد من ألفاظ


١ وفي هذه الحالة؛ يجوز إعراب "أجمعين" وأخواتها: حالا؛ ولكن المعنى يختلف عن إعرابها توكيدا؛ فإن معناها -على الحال- يكون: مجتمعين؛ أي: في حال اجتماعهم، وعدم تفرقهم. وعلى التوكيد؛ يكون معناها: الشمول، والإحاطة، وينبغي ملاحظة ذلك عند الإعراب.
٢ ٣٨ سورة ص، الآية: ٨٢.
موطن الشاهد: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} .
وجه الاستشهاد: وقوع "أجمعين" توكيدا لـ"هم" الواقع مفعولا به؛ وحكم وقوع "أجمعين" توكيدا من دون أن يسبق بـ"كل" الجواز باتفاق.
٣ ١٥ سورة الحجر، الآية: ٤٣.
موطن الشاهد: {لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} .
وجه الاستشهاد: وقوع "أجمعون" توكيدا لـ"هم" الواقع في محل جر بالإضافة؛ وحكم وقوع "أجمعين" توكيدا من دون أن يسبق بـ"كل" الجواز، كما في الآية السابقة.
٤ قيل: إنما يصح الاستغناء بذلك؛ إذا قصد شمول الأفراد؛ أما إذا قصد شمول أجزاء الأفراد -كما في اشتريت المنزلين أو الحديقتين- فإن "كلا" و"كلتا" لا تفيده.
٥ فقالوا: سيان، ولم يقولوا: سواءان؛ وهذا رأي جمهور البصريين.
هذا، وإذا تكررت ألفاظ التوكيد؛ فهي للمتبوع، وليس الثاني توكيدا للتوكيد. ولا يجوز فيها القطع، ولا عطف بعضها على بعض؛ وهي كلها معارف إما بالإضافة، إلى الضمير؛ نحو: كلهم، وإما بالعلمية؛ نحو: أجمعون، ومن ثم امتنع نصب شيء منها على الحال.
٦ لأن الغرض من التوكيد إزالة اللبس؛ وألفاظه معارف، والنكرة تدل، على الإبهام والشيوع؛ فهما متعارضان تعريفا وتنكيرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>