للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفاء و"ثم" و"حتى"١؛ وإما مقيدا؛ وهو "أو" و"أم"٢؛ فشرطهما: أن لا يقتضيا إضرابا٣، وما يقتضي التشريك في اللفظ دون المعنى؛ إما لكونه يثبت لما بعده ما انتفى عما قبله؛ وهو "بل" عند الجميع، و"لكن" عند سيبويه وموافقيه٤؛ وإما لكونه بالعكس؛ وهو "لا" عند الجميع، و"ليس" عند البغداديين؛ كقوله٥: [الرمل]

٤١٢- إنما يجزي الفتى ليس الجمل٦


١ خالف في "حتى" الكوفيون؛ فعندهم لا تكون حرف عطف؛ بل هي حرف ابتداء دائما، ويقدرون عاملا لما بعدها، تتم به الجملة؛ ففي مثل: قدم الحجاج حتى المشاة، يقدرون: حتى قدم المشاة.
التصريح: ٢/ ١٣٤، ورصف المباني: ١٨٠، والجنى الداني: ٥٤٢.
٢ ذهب أبو عبيدة إلى أن "أم" حرف استفهام؛ كالهمزة، فإذا قلت: أقادم أبوك أم أخوك"؛ فأخوك -عنده- ليس معطوفا على السابق؛ بل هو مبتدأ، وخبره محذوف. وتقدير الكلام -عنده- أقادم أبوك أم أخوك قادم، وتقدر في النصب والجر عاملا مناسبا.
مغني اللبيب: ٦٦، والجنى الداني: ٢٠٤، ورصف المباني: ٩٣.
٣ فإن اقتضيا إضرابا؛ كانا مشركين في اللفظ فقط؛ مثل: "بل".
٤ ذهب يونس بن حبيب؛ إلى أن "لكن": حرف استدراك، ولا تكون حرف عطف؛ وتأتي الواو قبلها عند إرادة العطف؛ فتكون هذه الواو عاطفة لمفرد على مفرد. وإلى هذا، ذهب ابن مالك؛ في التسهيل. واختلف القائلون بأنها حرف عطف؛ فذهب الفارسي وأكثر النحويين: إلى جواز ذلك بشرط؛ ألا تقدمها الواو. وما ذهب إليه ابن عصفور من أنها عاطفة لا تستعمل إلى بالواو الزائدة قبلها لزوما؛ وزعم أن كلام سيبويه والأخفش محمول عليه؛ وذهب ابن كيسان إلى أنها عاطفة تقدمتها الواو أم لم تتقدمها.
مغني اللبيب: ٣٨٦، والتصريح: ٢/ ١٣٥، الجنى الداني: ٥٨٦، رصف المباني: ٤٧٤.
٥ القائل: هو لبيد بن ربيعة العامري، وقد مرت ترجمته.
٦ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
وإذا أقرضت قرضا فاجزه
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ١٩١، ٢/ ١٣٥، وسيبويه: ١/ ٣٧٠، والمقتضب: =

<<  <  ج: ص:  >  >>