للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاتور وفات أوان الزراعة وعدم تصرف الملتزمين وهجاج الفلاحين من الارياف لما نزل بهم من جور العسكر وعسفهم في البلاد حتى امتلأت المدينة من الفلاحين ونودي عليهم عدة مرار بذهابهم إلى بلادهم.

ومنها أن الوزير أمر المصرلية بتغيير زيهم وأن يلبسوا زي العثمانية فلبس أرباب الاقلام والأفندية والقلقات القواويق الخضر والعنتريات وضيقوا اكمامهم ولبس مصطفى أغا وكيل دار السعادة سابقا وسليمان أغا تابع صالح أغا وخلافهما.

واستهل شهر رجب الفرد سنة ١٢١٦.

سافر سليمان أغا تابع صالح أغا إلى اسلامبول.

وفيه أمر الوزير الأمراء المحبوسين بأن يكتبوا كتابا إلى الانكليز بأنهم اتباع السلطان وتحت طاعته وأمره أن شاء أبقاهم في أمارتهم وأن شاء قلدهم مناصب في ولايات أخرى وأن شاء طلبهم يذهبون إليه فلا دخل لكم بيننا وبينه وكلام في معنى ذلك فأرسلوا يقولون أن هذا الكلام لا عبرة به فإنهم مسجونون وتحت امركم ومكتوب المقهور المكره لا يعمل به فإن كان ولا بد فأرسلوهم إلينا لتخاطبهم ونعلم ضميرهم وحقيقة حالهم فلما كان ليلة الإثنين تاسعه أحضر الوزير إبراهيم بك والأمراء وأعلمهم أن قصده إرسالهم إلى بر الجيزة عند الانجليز ليتفسحوا ذلك اليوم ويخبروهم أنهم مطيعون للسلطان وتحت أوامره وأن المراسلة التي ارسلوها عن طيب قلب امنهم وليسوا مكرهين في ذلك فأظهر إبراهيم بك القنع عن الذهاب وأنه لا غرض له في الذهاب إلى مخالفين الدين فجزم عليه ووعده خيرا وعاهدهم وحلفهم فنزلوا وركبوا من عنده في الصباح وما صدقوا بالخلاص وعدوا إلى الجيزة وذهبوا إلى عند الانجليز فتبعهم أتباعهم ومماليكهم يرمحون إليهم ويلقحون بهم فأقاموا هناك ولم يرجعوا فانتظر الوزير رجوعهم خمسة أيام وأرسل إليهم يدعوهم إلى الرجوع حكم عهدهم فامتنع إبراهيم بك وتكلم بما في ضميره من قهره

<<  <  ج: ص:  >  >>