والعرب وغيرهم إلى الجبل واصعدوا مدافع ورتبوا عدة جمال لنقل الأحتياجات والخبز وروايا الماء تطلع وتنزل في كل يوم مرتين وطلع إليهم الكثير من باعة الخبز والكعك والقهاوي وغير ذلك.
شهر ربيع الأول استهل بيوم الخميس سنة والأمر على ذلك مستمر من تجمع الناس وسهرهم بالليل في سائر الأخطاط.
وفي ليلة الثلاثاء سادسه تحرك العسكر وطلبوا العلوفة من محمد علي فقال لهم: ليس لكم عندي علوفة حتى ينزل أحمد باشا من القلعة ونحاسبه وتأخذوا علائفكم منه فلم يمتثلوا وتركوا المتاريس التي حوالي القلعة فتفرقوا وذهبوا فذهب جماعة من الرعية وتترسوا مواضعهم.
وفي ليلة الخميس ثامنه حضرت طائفة من العسكر الساكنين بناحية المظفر وقت الغروب وضربوا على من بالمتاريس من الأجناد والرعية على حين غفلة وخطفوا عمائم وأسلحة واجلوهم عن المتراس وجلسوا به فتسامع أهل الرميلة فاجتمعوا وحضروا إليهم وكبيرهم حجاج الخضري وإسمعيل جودة وهجموا عليهم وقتلوا منهم انفارا وانحاز باقيهم إلى الوكالة فاغلقوها عليهم فحضر ذو الفقار كتخدا ودافع عنهم واخرجهم ثم أرسل إلى محمد علي وأمره بالهرب من تلك الجهة.
وفي يوم الجمعة قتل العسكر شخصا بناحية المظفر واخر بناحية قنطرة الأمير حسين.
وفي يوم السبت عاشرة حصل من بعض افراد العسكر قبائح وقتلوا بعض انفار وحمارين وبغلين وقبض العامة أيضا على أشخاص منهم وقتلوا منه أيضا وحضر طائفة من الارنؤد وملكوا سبيل اسكندر بباب الخرق وحضر أيضا طائفة ببيت السيد عمر أفندي النقيب فقام فيهم الحرس الواقفون عند باب بالبيت فهرب منهم طائفة خيالة ودخل منهم البعض فحجزوهم ووقع في الناس هوزعات وكرشات ثم أحضر حسن أغا نجاتي المحتسب وأمر الأفندي بالمناداة فمر وإمامه المنادي يقول: حسبما رسم السيد عمر الافندي.