والعلماء لجميع الرعايا بأن يأخذوا حذرهم واسلحتهم ويحترسوا في أماكنهم واخطاطهم وإذا تعرض لهم عسكري بإذية قابلوه بمثلها وإلا فلا يتعرضوا له وأخذ الناس يعلمون متاريس في رؤس الاخطاط ثم تركوا ذلك وحضر أيضا شخص من طرف محمد علي ونادى بمثل ذلك ومعه أيضا شخص ينادي بالتركي بمعنى ذلك.
وفي الليلة الماضية حضر كتخدا محمد علي ليلا ومعه فرمان ارسله أحمد باشا المخلوع إلى الدلاة يطلبهم للحضور ويذكر لهم أنه يجب عليهم معاونته صيانة لعرض السلطنة وإقامة لناموسها وناموس الدين وأن الفلاحين محاصرونه ومانعون عنه الاكل والشرب فلما وصل ذلك الفرمان إليهم يقلبون ارسلوه إلى محمد علي وارسله محمد علي إلى السيد عمر أفندي النقيب.
وفي يوم الأحد حادي عشرة وقعت أيضا مناوشات وتعدى بعض العسكر ودخلوا باب زويلة ووصلوا إلى العقادين فخرجت عليهم طائفة المغاربة وغيرهم فتترس منهم جماعة بجامع الفاكهاني فحصروهم به وقبضوا على نحو العشرة انفار فأخذهم السيد محمد المحروقي ودافع عنهم العامة وقتل من الفريقين بعض انفار وحضر عابدي بك وطلبهم فسلموهم إليه ورجع.
وفي تلك الليلة أيضا ذهب جماعة من العسكر إلى جهة الرميلة يطلبون انفارا منهم ساكنين بتلك الناحية أخذ أهل الرميلة سلاحهم وحبسوهم عندهم فذهبت امراة من المتزوجات بهم فأخبرتهم فحضر منهم طائفة أواخر النهار وطلبوهم فلم يسلموا فيهم وحاربوهم وهزموهم إلى جهة الصليبة وقتل بينهم انفار ورجع العسكر واختلطت القضية واشتبه أمرها على أهل البلد فلا يعرف كلا الفريقين الصاحب من العدو فتارة يتشابك العسكر مع أهل البلد وكذلك أهل البلد معهم وتارة يتشابك فرقة منهم مع الكائنين بالقلعة وتارة الفريقان يساعد بعضهم بعضا وإذا وقع بين الكائنين بنواحي الرميلة مع