ويأتونه بالغداء جهارا ويقول: أنا مسافر الشرقية لعمل نظام الأراضي.
وفي غايته وصلت هجانة باستعجال العساكر.
واستهل شهر شوال بيوم الخميس سنة ١٢٢٩
في ليلته قلدوا عبد الله كاشف الدرندلي اميرا على ركب الحجاج.
وفي يوم السبت ثالثة خرج دبوس اوغلي في موكب إلى مخيمة وكذلك حسن أغا سرششه ليسافر إلى الحجاز.
وفي يوم السبت حادي عشره نزلوا بكسوة الكعبة بالطبول والزمور إلى المشهد الحسيني واجتمع الناس على عادتهم للفرجة.
وفيه انتقل محمود بك والمعلم غالي إلى بيت حسن أغا نجاتي وعملوا ديوانهم فيه وتلقوا الجنينة التي به وجلسوا تحت اشجارها وربط الاقباط حميرهم فيها وشرع محمود بك في عمارة الجهة القبلية منه وانزوت صاحبة المنزل في ناحية منه.
وفي سابع عشره ارتحل دبوس اوغلي وحسن أغا سرششمه ومن معهم من العساكر من منزلتهم متوجهين إلى الديار الحجازية.
وفي يوم الخميس ثاني عشرينه رسم كتخدا بك بنفي طائفة من الفقهاء من ناحية طندتا إلى أبي قير بسبب فتيا افتوها في حادثة ببلدهم وقضى بها قاضيهم وانهيت الدعوى إلى ديوان مصر فطلبوا إلى اعادة الدعوى فحضروا وترافعوا إلى قاضى العسكر واثبتوا عليهم الخطا فرسم بنفي الشاكي والمفتيين ولقاضي ربعهم.
وفي يوم السبت رابع عشرينه عملوا موكبا لخروج المحمل واستعد الناس للفرجة على عادتهم فكان عبارة عن نحو مائة جمل تحمل روايا الماء والقرب وعدة من طائفة الدلاة على رؤسهم طراطير سود قلابها وأمير الحاج على شكلهم وخلفه أرباب الاشاير ببيارقهم وشراميطهم وطبولهم وزمورهم وجوقاتهم وخلفهم المحمل فكان مدة مرورهم مع تقطيعهم وعدم نظامهم نحو ساعتين فأين ما كان يعمل من المواكب بمصر التي يضرب