وفي يوم الخميس عملوا الزفة لعباس باشا ونزلوا به من القلعة على الدرب الاحمر على باب الخرق إلى القصر وختنوه في ذلك اليوم وامتلا طشت المزين الذي ختنه بالدنانير من نقوط الأكابر والأعيان وخلعوا عليه فروة وشال كشميري وانعموا على باقي المزينين بثلاثين كيسا وانقضى ذلك.
وفي يوم الثلاثاء تاسع عشرينه الموافق لثالث مسرى القبطي أو في النيل اذرعة وكسر السد في صبحها يوم الأربعاء وجرى الماء في الخليج وذلك بحضرة كتخدا بك والقاضي.
وفي هذا الشهر حضر طائفة من بواقي الأمراء المصرية من دنقلة إلى بر الجيزة وهم نحو الخمسة وعشرين شخصا وملابسهم قمصان بيض لا غير فأقاموا في خيمة ينتظرون الاذن وقد تقدم منهم الإرسال بطلب الأمان عند ما بلغهم خروج التجاريد وحضر ابن علي بك ايوب وطلب أمانا لابيه فاجيبوا إلى ذلك وأرسل لهم أمانا لاجمعهم ما عدا عبد الرحمن بك والذي يقال له: المنفوخ فليس يعطيهما أمانا ولما حضرت مراسله الأمان لعلي بك ايوب وتأهب للرحيل حقدوا عليه وقتلوه ووصل خبر موته فعملوا نعيه في بيته سكن زوجته الكائن بشمس الدولة وأكثروا من الندب والصراخ عدة أيام.
وفي هذا الشهر أيضا حضر أشخاص من بلاد العجم وصحبتهم هدية إلى الباشا وفيها خيول فأنزلوهم ببيت حسين بك الشماشرجي بناحية ستوفة العزى.
واستهل شهر ذي القعدة بيوم الخميس سنة ١٢٣٥
في رابعه يوم الأحد وصل قابجي وعلى يده مرسوم تقرير للباشا بولاية مصر على السنة الجديدة وتقرير آخر لولده إبراهيم باشا بولاية جدة وركب القابجي المذكور في موكب من بولاق إلى القلعة وقرئت المراسلين بحضرةكتخدا بك وإبراهيم باشا وأعيانهم وضربوا مدافع.