يقول يا شيخ محمود ليلتك قبلت عند الله تعالى قال: ثم إني بعدما صليت الفجر نمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: يا شيخ محمود ليلتك قبلت عند الله تعالى وهات يدك حتى أجازيك فأخذ صلى الله عليه وسلم بيد الشيخ والسيد البكرى حاضر بالمجلس فأخذ يده ووضع يده الشريفة بين يديهما وقال أريد أن أخاوى بينك وبين السيد البكرى وأتخاوى معكما الناجي منا يأخذ بيد أخيه فأستيقظ فرحا بذلك فلم يلبث إلا يسيرا ورسول السيد البكرى يطلبه فتوضأ وذهب إلى زيارته وكان من عادته أنه يزوره كل يوم ولا يدخل عليه إلا على طهارة فلما رآه قال له: ما أبطاك اليوم عن زيارتنا فقال له: يا سيدي سهرنا البارحة الليل كله فنمت فتأخرت عنكم فقال له السيد: هل من بشارة أو إشارة فقلت يا سيدى البشارة عندكم فقال: قل ما رأيت قال: متعجبت من ذلك وقلت يا سيدي رأيت كذا وكذا فقال: يا ملا محمود منامك حق وهذه مبشرة لنا ولك فإنه صلى الله عليه وسلم ناج قطعا ونحن ببركته ناجون ومناقبه رضي الله عنه كثيرة لا تحصر. وكان كثير المرأى لرسول الله صلى الله عليه وسلم قل ما تمر به ليلة إلا ويراه فيها وكثيرا ما يرى رب العزة في المنام ورآه مرة يقول له: يا محمود إني احبك وأحب من يحبك فكان رضي الله عنه يقول من أحبني دخل الجنة. وقد أذن لي أن اتكلم بذلك وأما مجاهداته فالديمة المدرار كما قالت عائشة رضي الله عنها في جنابه صلى الله عليه وسلم كان عمله ديمة وأيكم يستطيع عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبلغ من مجاهداته رضي الله عنه أنه لما ضعف عن القيام في الصلاة لعدم تماسكه بنفسه صنع له خشبة قائمة يستند عليها ولم يدع صلاة النقل قائما فضلا عن الفرض ولم يدع صلاة الليل والوظائف التي عليه مرتبة في حال من الأحوال وكان لا ينام من الليل إلا قليلا وكان ربما يمضي عليه الليل وهو يبكي وربما تمر عليه الليلة كلها وهو يردد.