بعض اتباعه إلى القلعة وقابلوا الباشا ثم أن حسن باشا ركب من بولاق وحضر إلى مصر من ناحية باب الخرق ودخل إلى بيت إبراهيم بك وجلس فيه وصحبته اتباعه وعسكره وخلفه الشيخ الاترم المغربي ومعه طائفة من المغاربة فدخل بهم إلى بيت يحيى بك. وراق الحال وفتحت أبواب القلعة واطمأن الناس ونزل من بالقلعة إلى دورهم وشاع الخبر بذهاب الأمراء المصرية إلى جهة قبلي من خلف الجبل فسافر خلفهم عدة مراكب وفيها طائفة من العسكر واستولوا على مراكب من مراكبهم وأرسلوها إلى ساحل بولاق وأنقذ حسن باشا رسلا إلى إسمعيل بك وحسن بك الجداوى يطلبهما للحضور إلى مصر.
وفيه خرجت جماعة من العسكر ففتحوا عدة بيوت من بيوت الأمراء ونهبوها وتبعهم في ذلك الجعيدية وغيرهم فلما بلغ القبطان ذلك أرسل إلى الوالي والآغا وأمرهم بمنع ذلك وقتل من يفعله ولو من أتباعه. ثم ركب بنفسه وطاف البلد وقتل نحو ستة أشخاص من العسكر وغيرهم وجد معهم منهوبات فأنكفوا عن النهب. ثم نزل على باب زويلة وشق من الغورية ودخل من عطفة الخراطين على باب الأزهر وذهب إلى المشهد الحسيني فزاره ونظر إلى الكسوة ثم ركب وذهب إلى بيت الشيخ البكرى بالازبكية فجلس عنده ساعة وأمر بتسمير بيت إبراهيم بك الذى بالازبكية وبيت أيوب بك الكبير وبيت مراد بك. ثم ذهب إلى بولاق ورجع بعد الغروب إلى المنزل وحضر عنده محمد باشا مخفيا واختلى معه ساعة.
وفي يوم الثلاثاء ذهب إليه مشايخ الأزهر وسلموا عليه وكذلك التجار وشكوا إليه ظلم الأمراء فوعدهم بخير واعتذر إليهم باشتغاله بمهمات الحج وضيق الوقت وتعطل أسبابه.
وفيه عمل الباشا الديوان وقلد حسن أغا مستحفظان صنجقية وخلع.