للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى غير ذلك وأخذوا المحمل أيضا ولم يردوه.

وفي يوم الإثنين ثاني عشرة هجمت القبليون على المتاريس وأرادوا أن يملكوها في غفلة آخر الليل لعلمهم أن الأمراء والباشا ذهبوا إلى مصر واشتغلوا بالحجاج وكان حسن باشا ذلك اليوم لما بلغه حضور الحجاج ركب من فوره وذهب إلى العادلية فقابل أمير الحاج ورجع من ليلته إلى الوطاق فلما هجموا على المتاريس كان المتترسون مستيقظين فضربوا عليهم المدافع من البر والبحر من الفجر إلى شروق الشمس فرجعوا إلى مكانهم من غير طائل ثم هجموا أيضا يوم الثلاثاء بعد الظهر فضربوا عليهم ورجعوا.

وفي يوم الأربعاء ركب الأمراء القبليون وحملوا أحمالهم وصعدوا إلى دهشور وجلسوا هناك وحضر منهم جماعة من الأجناد بأمان وانضموا إلى البحريين.

وفي أواخره أمر حسن باشا بمحاسبة محمد باشا المعزول فذهب إليه أرباب الخدم والعكاكيز واختيارية الوجاقات والافندية وذهبوا إليه ببولاق وتحاسبوا معه ودققوا عليه في الحساب فطلع عليه ألف ومائتان وخمسة وعشرون كيسا فطلب أن يخصم منها باقي عوائده التي بذمم الأمراء وغيرهم فعرفوا حسن باشا عن ذلك فلم يقبل وقال: أن كان له شيء عند أجد يأخذه منه ولا بد من أحضار الدراهم التي طلعت عليه فإني محتاج إلى ذلك في المصاريف اللازمة للعسكر فشددوا عليه في الطلب فضاق خناقه واعتذر وبكي وكتب على نفسه تمسكا بذلك واستوحشا من بعضهما فسعى فيض الله أفندي الرئيس بينهما في إزالة ذلك ثم ذهب محمد باشا إلى حسن باشا واجتمع معه في قصر الآثار.

وفيه حضرت مكاتبة من القبالي يطلبون الأمان وأن يعينوا لهم أماكن في الجهة القبلية يقيمون بها ويعيشون هناك فأجيبوا إلى ذلك ويختاروا

<<  <  ج: ص:  >  >>