ويمنعوا من يصل إليهم بالامداد. واما الينكجرية الذين كانوا بالقاهرة فاجتمعوا بباب الشرطة واتفقوا على أن يدهموا العسكر المحافظين بالباب ويكشفوهم ويدخلوا إلى باب الينكجرية. فلما بلغ الصناجق ذلك والعسكر عينوا إبراهيم الشهير بالوالي ومصطفى اغات الجبجية في طائفة من الأسباهية فنزلوا إلى باب زويلة ولما بلغ خبرهم الينكجرية الذين كانوا تجمعوا في باب الشرشة تفرقوا فجلس مصطفى اغا محل جلوس الأوده باشا وإبراهيم بك في محل جلوس العسس وانتشرت طوائفهم في نواحي باب زويلة والخرق واستمروا ليلة الأحد على هذا المنوال فطلع في صبحها نقيب الأشراف والخلماء وقاضي العسكر وأرباب الأشاير واجتمعوا بالشيخونيتين بالصليبة وكتبوا فتوى بان الينكجرية أن لم يسلموا في نفي المطلوبين وإلا جاز محاربتهم وأرسلوا الفتوى صحبة جوخدار من طرف القاضي إلى باب الينكجرية فلما قرأت عليهم تراخت عزائمهم وفشلوا عن المحاربة وسلموا في نفي المطلوبين بشرط ضمانهم من القتل فضمنهم الأمراء الصناجق وكتبوا لهم حجة بذلك فلما وصلتهم الحجة انزلوا الانفار الثمانية المطلوبين إلى أمير اللواء ايواز بك ورضوان اغا فتوجها بهم إلى بولاق ومن هناك سافروا إلى بلاد الريف.
وفي يوم تاسع عشر ربيع الآخر ورد أمير زياده اخوز صغير من الديار الرومية وطلع إلى القلعة وابرز مرسومين فرثا بالديوان بمحضر الجميع أحدهما بابطال المظالم والحمايات بموجب القائمة المعروضة من العسكر ونفي عطاء الله المعروف ببولاق وأحمد جلبي بن يوسف اغا وإن يحاسبوا تجارة القهوة على مرابحة العشرة اثني عشر بعد رأس المال والمصاريف والأمر الثاني بنقل دار الضرب من قلعة الينكجرية إلى حوش الديوان وبناء قنطرة اللاهون بالفيوم وإن يحسب ما يصرف عليهما من مال الخزينة العامرة.
وفي يوم تاريخه برز أمر من الباشا برفع صنجقية أحمد بك الشهير بافرنج أحمد بك والحاقه بوجاق الجميلة.