كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

خطب أبي بكر الصديق ووصاياه رضي الله عنه - وصيته لأسامة بن زيد - ج: 1 - ص: 187

٤٣- وصيته لأسامة بن زيد:

وأوصى أسامة بن زيد وجيشه حين سيره إلى أبنى١، فقال:

"يا أيها الناس: قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تغلوا٢، ولا تغدروا٣، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا، ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة، ولا تقعروا٤ نخلًا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة٥، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم بأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام؛ فإذا أكلتم منها شيئًا بعد شيء، فاذكروا اسم الله عليها، وتلقون أقوامًا قد فحصوا أوساط رءوسهم، وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم٦ بالسيف خفقًا، اندفعوا باسم الله٧".

"تاريخ الطبري ٣: ٢١٣، والكامل لابن الأثير ٢: ١٦٢".

---

١ موضع بقرب مؤتة بمشارق الشام قتل فيه والده زيد بن حارثة.
٢ غل يغل كنصر: خان كأغل، وغل صدره يغل كضرب غليلًا وغلًا: حقد.
٣ غدره وغدر به كنصر وضرب وسمع.
٤ قعر النخلة: كمنع فانقعرت قطعها من أصلها فسقطت.
٥ المأكلة: ما أكل.
٦ خفقه: ضربه بشيء عريض.
٧ وأورده العقد الفريد هذه الوصية وذكر أنها وصية من أبي بكر لزيد بن أبي سفيان –راجع العقد جـ١ ص٤٠.