للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خور أصحاب الإمام]

[خطبة عبد الله بن عباس في أهل البصرة]

...

خور أصحاب الإمام وتقاعسهم عن نصرته:

٣١٥- خطبة عبد الله بن عباس في أهل البصرة:

ورأى الإمام علي كرم الله وجهه بعد فشل التحكيم أن يمضي لمناجزة معاوية وأهل الشأم؛ فكتب إلى عبد الله بن عباس -وكان على البصرة- أن يشخص١ إليه من قبله من الناس؛ فأمرهم ابن عباس بالشخوص مع الأحنف بن قيس؛ فشخص معه منهم ألف وخمسمائة رجل، فاستقلهم ابن عباس، فقام خطيبًا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

"يا أهل البصرة: قد جاءني كتاب أمير المؤمنين يأمرني بإشخاصكم، فأمرتكم بالمسير إليه مع الأحنف بن قيس؛ فلم يشخص إليه منكم إلا ألف وخمسمائة، وأنتم في الديوان٢


١ شخص كمنع شخوصًا: خرج من موضع إلى غيره، وأشخصته أنا.
٢ الديوان: الكتاب الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء، وهو فارسي معرب. قال القلقشندي في صبح الأعشى ١: ٩٠ "وقد حكى الماوردي في الأحكام السلطانية في سبب تسميته بذلك وجهين: أحدهما أن كسرى ذات يوم اطلع على كتاب ديوانه في مكان لهم، وهم يحسبون مع أنفسهم فقال "ديوانه" أي مجانين فسمي موضعهم بهذا الاسم ولزمه من حينئذ، ثم حذفت الهاء من آخره لكثرة الاستعمال تخفيفًا فقيل ديوان، والثاني: أن الديوان بالفارسية اسم للشيطان، وسمي الكتاب بذلك لحذقهم بالأمور، ووقوفهم على الجلي منها والخفي" أهـ، ومنه ترى أن الديوان كان يطلق في الفارسية على موضع الكتاب الحاسبين وعلى جماعة الكتاب، وقد أطلق في العربية على جريدة الحساب، ثم أطلق على الحساب، ثم على موضع الحساب،=

<<  <  ج: ص:  >  >>