للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٤٦- خطبة عبد الله بن يحيى الإباضي: ٢

لما استولى عبد الله بن يحيى الكندي على بلاد اليمن سنة ١٢٩، خطب الناس، فحمد الله جل وعز، وأثنى عليه، وصلى على نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووعظ وذكر وحذر، ثم قال:

"إنا ندعوكم إلى كتاب الله تعالى، وسنة نبيه، وإجابة من دعا إليها، الإسلام ديننا، ومحمد نبينا، والكعبة قبلتنا، والقرآن إمامنا، رضينا بالحلال حلال، لا نبغي به بديلًا، ولا نشتري به ثمنًا قليلًا، وحرمنا الحرام ونبذناه وراء ظهورنا، ولا حول


١ هو عبد الله بن يحيى الكندي، وكان من حضرموت، وكان مجتهدًا عابدًا من رؤساء الخوارج الإباضية: "والإباضية فرقة من فرق الخوارج الرئيسية تنسب إلى زعيمها عبد الله بن إباض -بكسر الهمزة-" وقد خرج ابن يحيى باليمن في أيام مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية؛ إذ رأى جورًا ظاهرًا وخسفًا شديدًا، وسيرة في الناس قبيحة فقال لأصحابه إنه لا يحل لنا المقام على ما نرى ولا الصبر عليه، وكتب إلى جماعة من الإباضية بالبصرة، وغيرها يشاورهم في الخروج فوافقوه، وشخص إليه أبو حمزة المختار بن عوف الأزدي، وبلخ بن عقبة المسعودي في رجال من الإباضية فحرضوه على الخروج، وكثر جمعه وسموه طالب الحق، وتوجه إلى صنعاء سنة ١٢٩ "وكان عامل مروان على صنعاء القاسم بن عمر" فجرت بينه وبين ابن يحيى حروب ومناوشات كانت النصرة فيها لابن يحيى، فدخل صنعاء، وأحرز ما فيها من الخزائن والأموال.
"٣٠ -جمهرة خطب العرب- ثان"

<<  <  ج: ص:  >  >>