للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥١- خطبته في الرد على الثوار:

وقال يرد على الثوار:

"الحمد لله، أحمده، وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون، أما بعد: فإنكم لم تعدلوا في المنطق، ولم تنصفوا في القضاء، أما قولكم: تخلع نفسك، فلا أنزع قميصًا قمصنيه الله عز وجل، وأكرمني به، وخصني به على غيري، ولكني أتوب وأنزع، ولا أعود لشيء عابه المسلمون، فإني والله الفقير إلى الله، الخائف منه".

قالوا: إن هذا لو كان أول حدث أحدثته ثم تبت منه، ولم تقم عليه، لكان علينا أن نقبل منك، وأن ننصرف عنك ... إلى آخر ما قالوا.

فقال عثمان: "أما أن أتبرأ من الإمارة، فأن تصلبوني أحب إلي من أن أتبرأ من أمر الله عز وجل وخلافته، وأما قولكم تقاتلون من دوني، فإني لا آمر أحدًا بقتالكم، فمن قاتل دوني فإنما قاتل بغير أمري، ولعمري لو كنت أريد قتالكم، لقد كنت كتبت إلى الأجناد، فقادوا الجنود، وبعثوا الرجال، أو لحقت ببعض أطرافي بمصر أو عراق، فالله الله في أنفسكم، فأبقوا عليها، إن لم تبقوا عليّ، فإنكم مجتلبون بهذا الأمر إن قتلتموني دمًا" فانصرفوا عنه، وآذنوه بالحرب.

"تاريخ الطبري ٥: ١٢١، والكامل لابن الأثير ٣: ٨٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>