للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كاهن بن الحارث بن كعب يحذرهم غزو بني تميم]

...

٥٣- كاهن بني الحارث بن كعب يحذرهم غزو بنى تميم:

كان بنو تميم قد أغاروا على لطيمة١ لكسرى، فيها مسك وعنبر وجوهر كثير؛ فأوقع كسرى بهم، وقتل المقاتلة، وبقيت أموالهم وذراريهم في مساكنهم لا مانع لها وبلغ ذلك بني الحارث بن كعب من مذحج؛ فمشى بعضهم إلى بعض، وقالوا اغتنوا بني تميم؛ فاجتمعت بنو الحارث وأحلافها من زيد وحزم بن ريان في عسكر عظيم، وساروا يريدون بني تميم؛ فحذرهم كاهن كان مع الحارث واسمه سلمة بن المغفل، وقال:

"إنكم تسيرون أعقابًا٢، وتغزون أحبابًا٣، سعدًا وربابًا، وتردون مياهًا جبابًا٤، فتلقون عليها ضرابًا، وتكون غنيمتكم ترابًا٥، فأطيعوا أمري ولا تغزوا تميمًا" ولكنهم خالفوه وقاتلوا بني تميم، فهزموا هزيمة نكراء.

"تاريخ الكامل لابن الأثير ١: ٢٢٧، والأغاني ١٥: ٧٠".


١ اللطيمة: العير تحمل الطيب وبز التجار.
٢ أي يسير بعضكم بعض، فريقًا في إثر فريق. وقد ذكر ابن الأثير أنهم كانوا نحو ثمانية آلاف، ولا يعلم في الجاهلية جيش أكثر منه ومن جيش كسرى بذي قار ومن يوم جبلة. وروى أبو الفرج الأصبهاني أنه اجتمع من مذحج ولفها اثنا عشر ألفًا.
٣ هذه الفاصلة والفاصلتان قبلها، وردت في الأصل محرفة هكذا: "إنكم تسيرون أعيانًا، وتغزون أحيانًا، سعدًا وريانًا".
٤ الجباب والأجياب جمع جب: وهو البئر الكثيرة الماء البعيدة القمر.
٥ أورد صاحب الأغاني من هذه الفقر الست، الفقرة الأولى والرابعة والسادسة، وعزاها إلى المأمور الحارثي وهو كاهن أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>