للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٢٤- خطبة الإمام وقد أغار الضحاك بن قيس على الحيرة ١:

ووجه معاوية الضحاك بن قيس فأغار على الحيرة وغنم أموال أهلها، وبلغ ذلك عليًًّا فاستصرخ الناس، فتقاعدوا عنه، فقام فيهم خطيبًا فقال:

"أيها الناس المجتمعة أبدانهم، المختلفة أهواؤهم، كلامكم يوهي الصم٢ الصلاب، وفعلكم يطمع فيكم الأعداء، تقولون في المجالس كيت وكيت٣؛ فإذا جاء القتال قلتم حيدي حياد٤، ما عزت دعوة من دعاكم، ولا استراح قلب من قاساكم، أعاليل بأضاليل٥، دفاع ذي الدين المطول٦، هيهات لا يمنع الضيم الذليل، ولا يدرك


١ شمالي الكوفة.
٢ يوهي: يشق ويخرق، والصم: جمع أصم، وهو الحجر الصلب المصمت.
٣ بفتح آخرهما ويكسر: أي كذا كذا.
٤ حيدي حياد: كلمة يقولها الهارب الفار، من حاد حيدانًا بمعنى مال وانحرف، أي ابعدي وتنحي عني أيتها الحرب، وهي نظيرة قولهم "فيحى فياح" أي اتسعي.
٥ الأضاليل: جمع أضلولة بالضم، وهي الضلال، وفي كتب اللغة: العلالة ""بالضم" والتعلة "كتحية"، والعلة "بالفتح" ما يتعلل به"، ولم أجد فيها كلمة أعاليل ولا مفردها ولا بد أن تكون جمع أعلولة بالضم: كأضاليل وأعاجيب وألاعيب ... إلخ. والمعنى إن أقوالكم هذه تعلل بأباطيل لا جدوى لها.
٦ مبالغة في ماطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>