للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨- رجل من العرب يصف مطرًا:

عن عبد الرحمن عن عمه قال:

سئل رجل من العرب عن مطر كان بعد جَدْب فقال:

"نشأ حَمَلا١، سُدًّا متقاذف الأحضان، مَحْمَومِي الأركان، لَمَّاع الأقراب، مكْفَهِرّ الرَّبَاب، تَحِنُّ رُعودُه حنين اضطراب، وتزمجر زمجرة الُّليوث الغِضَاب، لِبَوَارِقِه التهاب، ولِرَوَاعده اضطراب، فجاحَفَت٢ صدوره الشِّعَاف، وركبت أعجازُه القِفَاف، ثم ألقي أعباءه، وحطَّ أثقاله، فتألَّق وأصعق٣، وانبجس وانْبَعَقَ، ثم أثْجَم فانطلق، فغادر النِّهَاء٤ مُتْرَعَة، والغيطانَ مُمْرِعَة، حِبَاءٌ للبلاد، ورزقًا للعباد".

"بلوغ الأرب ٣: ٢٥٠".


١ الحمل: السحاب الكثير الماء، والسد: الذي قد سد الأفق، احمومى: اسود، الأقراب جمع قرب كقف وعنق وهو الخاصرة، والرباب: السحاب الأبيض.
٢ جاحفه: زاحمه وداناه، والشعاف جمع شعفة كرقبة: وهي رأس الجبل، والقفاف جمع قف بالضم وهو ما غلظ من الأرض وارتفع لم يبلغ أن يكون جبلا.
٣ صعقتهم السماء وأصعقتهم: ألقت عليهم صاعقة، وانبجس: انفجر بالماء وانبعق السحاب: انبعج بالمطر واندفع، والانبعاق: أن يندفع عليك الشيء فجأة وأنت لا تشعر، وأنجمت السماء: أسرع مطرها.
٤ النهاء جمع نهى بالكسر والفتح: الغدير، ومترعة: مملوءة، والغيطان جمع غائط: وهو المطمئن الواسع من الأرض، ممرعة: مخصبة، حباء: عطاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>