ولما أراد أبو موسى قام إليه شريح بن هانئ الحارثي، فأخذ بيده وقال:
"يا أبا موسى: إنك قد نصبت لأمر عظيم لا يجبر صدعه، ولا تستفال فلتته، ومهما تقل من شيء لك أو عليك، يثبت حقه، ويرى صحته وإن كان باطلًا، وإنه لا بقاء لأهل العراق إن ملكهم معاوية، ولا بأس على أهل الشأم إن ملكهم علي، وقد كانت منك تثبيطة١ أيام الكوفة والجمل، فإن تشفعها بمثلها يكن الظن بك يقينًا، والرجاء منك يأسًا، ثم قال:
أبا موسى: رميت بشر خصم ... فلا تضع العراق "فدتك نفسي"